وروى البخاري حديث " محمد رسول الله . . . " الحديث . أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور ، فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن فيقول : هو
وروى أحمد حديث " والبيهقي الحديث . فانظر كيف فسر قوله : " أما فتنة القبر فبي تفتنون وعني تسألون ، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره ، ثم يقال له : فيم كنت ؟ . . . " " بسؤال الملكين . تفتنون في القبور
وروى أحمد وأبو داود من حديث مرفوعا : أنس " الحديث . إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، وإن المؤمن إذا وضع في [ ص: 225 ] قبره أتاه ملك فسأله . . .
وروى أحمد ، ، والطبراني ، من طريق والبيهقي أبي الزبير أنه سأل عن فتاني القبر فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : جابر بن عبد الله الحديث . إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه ، جاءه ملك شديد الانتهار ، فيقول له : ما كنت تقول في هذا الرجل . . . "
وروى ابن أبي داود في البعث ، ، والبيهقي عن قال : قلت : يا رسول الله وما عمر بن الخطاب منكر ونكير ؟ قال : فتانا القبر . . . الحديث .
وروى أبو نعيم من مرسل والبيهقي مثله . عطاء بن يسار
وروى عن ابن أبي الدنيا قال : أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : كيف أنت إذا رأيت منكرا ونكيرا ؟ قال : وما منكر ونكير ؟ قال : فتانا القبر - الحديث .
وروى البيهقي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بي يفتن أهل القبور ، وفيه نزلت هذه الآية ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) .
وروى أحمد وأبو داود حديث : كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله ، فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة ، ويؤمن من فتاني القبر .
وروى حديث : النسائي . أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد ؟ قال : كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة
وروى جويبر من حديث قال : ابن عباس شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجل من الأنصار . . . فذكر الحديث ، وفيه سؤال الملكين وقال : وهي أشد فتنة تعرض على المؤمن .
فهذه الأحاديث مرفوعة صريحة في أن المراد بفتنة القبر سؤال منكر ونكير . وكذا ما رواه أبو نعيم من مرسل ضمرة : فتانو القبر ثلاثة ؛ أنكر وناكور ورومان .
وما رواه ابن الجوزي عنه أيضا مرفوعا : فتانو القبر أربعة ؛ منكر ونكير وناكور وسيدهم رومان .
وأما كلام العلماء فقال ابن الأثير في " النهاية " في حديث الكسوف : - يريد مسألة إنكم تفتنون في القبور منكر ونكير - من الفتنة الامتحان والاختبار ، وقد كثرت استعاذته من فتنة القبر [ وفتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغير ذلك ] ، ومنه الحديث : - أي تمتحنون بي في قبوركم - ويتعرف إيمانكم بنبوتي . فبي تفتنون وعني تسألون
وقال النووي في " شرح " عند قوله صلى الله عليه وسلم : مسلم ، معنى تفتنون : تمتحنون ، رأيتكم تفتنون في القبور ، هكذا جاء مفسرا في الصحيح . فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فيقول المؤمن : هو رسول الله ، ويقول المنافق : سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
وقال في " التمهيد " [ ص: 226 ] في شرح هذا الحديث : للفتنة وجوه كثيرة ، ومعناها هنا الابتلاء والامتحان والاختبار ، وكذا قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر الباجي وابن رشيق والقرطبي في شروحهم على " الموطأ " .
وقال في " الرسالة " : وإن المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون ، ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت . الإمام أبو محمد بن أبي زيد
قال يوسف بن عمر في " شرح الرسالة " : قوله : تفتنون - أي تختبرون - وهو قوله : ويسألون ، وأتى به تفسيرا لقوله : تفتنون .
وقال الجزولي في " شرح الرسالة " : الفتنة تأتي والمراد بها الكفر ، وهو قوله تعالى : ( والفتنة أشد من القتل ) وتأتي والمراد بها الاحتراق وهو قوله : ( يوم هم على النار يفتنون ) وتأتي والمراد بها الميل وهو قوله : ( وإن كادوا ليفتنونك ) وتطلق ويراد بها الضلال ، قال تعالى : ( إن هي إلا فتنتك ) وتطلق ويراد بها المرض ، قال تعالى : ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ) وتطلق ويراد بها الاختبار ، وهو قوله تعالى : ( وفتناك فتونا ) أي اختبرناك ، قال : وهو المراد هنا ، فيكون قوله : تفتنون معناه : تختبرون .
وقال في أرجوزته في أصول الدين : الإمام علم الدين السخاوي
وكل ما أتاك عن محمد صلى عليه الله خذه ترشد من فتنة العباد في القبور
والعرض يوم البعث والنشور