( فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا    ) 
ثم قال تعالى : ( فاحكم بينهم بما أنزل الله    ) يعني : فاحكم بين اليهود  بالقرآن والوحي الذي نزله الله تعالى عليك . 
( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق    ) وفيه مسائل : 
المسألة الأولى : ( ولا تتبع    ) يريد ولا تنحرف ، ولذلك عداه بعن ، كأنه قيل : ولا تنحرف عما جاءك من الحق متبعا أهواءهم . 
المسألة الثانية : روي أن جماعة من اليهود  قالوا : تعالوا نذهب إلى محمد  صلى الله عليه وسلم لعلنا نفتنه عن دينه ، ثم دخلوا عليه وقالوا : يا محمد  قد عرفت أنا أحبار اليهود  وأشرافهم ، وإنا إن اتبعناك اتبعك كل اليهود  ، وإن بيننا وبين خصومنا حكومة فنحاكمهم إليك ، فاقض لنا ونحن نؤمن بك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية   . 
المسألة الثالثة : تمسك من طعن في عصمة الأنبياء  بهذه الآية وقال : لولا جواز المعصية عليهم وإلا لما قال : ( ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق    ) . 
والجواب : أن ذلك مقدور له ولكن لا يفعله لمكان النهي ، وقيل : الخطاب له والمراد غيره . 
				
						
						
