الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة التاسعة : قال الشافعي - رحمه الله - : طلاق المكره لا يقع ، وقال أبو حنيفة - رحمه الله - : يقع ، وحجة الشافعي - رحمه الله - : قوله : ( لا إكراه في الدين ) [ البقرة : 256 ] . ولا يمكن أن يكون المراد نفي ذاته ؛ لأن ذاته موجودة ، فوجب حمله على نفي آثاره ، والمعنى : أنه لا أثر له ولا عبرة به ، وأيضا قوله - عليه السلام - : " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " وأيضا قوله - عليه السلام - : " لا طلاق في إغلاق " أي إكراه ، فإن قالوا : طلقها ، فتدخل تحت قوله : ( فإن طلقها فلا تحل له ) [البقرة : 230] . فالجواب لما تعارضت الدلائل ، وجب أن يبقى ما كان على ما كان ؛ على ما هو قولنا ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة العاشرة : قوله : ( وقلبه مطمئن بالإيمان ) يدل على أن محل الإيمان هو القلب ، والذي محله القلب إما الاعتقاد ، وإما كلام النفس . فوجب أن يكون الإيمان عبارة ؛ إما عن المعرفة ، وإما عن التصديق بكلام النفس ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال تعالى : ( ولكن من شرح بالكفر صدرا ) أي : فتحه ووسعه لقبول الكفر ، وانتصب " صدرا " على أنه مفعول لـ "شرح" ، والتقدير : ولكن من شرح بالكفر صدره ، وحذف الضمير ؛ لأنه لا يشكل بصدر غيره ، إذ البشر لا يقدر على شرح صدر غيره ، فهو نكرة يراد بها المعرفة .

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال : ( فعليهم غضب من الله ) والمعنى أنه تعالى حكم عليهم بالعذاب ، ثم وصف ذلك العذاب ، فقال : ( ولهم عذاب عظيم ) .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية