[ ص: 76 ] أما قوله : ( لا نفرق بين أحد منهم ) ففيه وجهان :
الأول : أنا لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، فإنا لو فعلنا كانت المناقضة لازمة على الدليل وذلك غير جائز .
الثاني : لا نفرق بين أحد منهم ، أي لا نقول : إنهم متفرقون في أصول الديانات ، بل هم ، كما قال الله تعالى : ( مجتمعون على الأصول التي هي الإسلام شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [الشورى : 13] . الوجه الأول : أليق بسياق الآية .
أما قوله : ( ونحن له مسلمون ) فالمعنى أن إسلامنا لأجل طاعة الله تعالى لا لأجل الهوى ، وإذا كان كذلك فهو يقتضي أنه متى ظهر المعجز وجب الإيمان به . فأما تخصيص بعض أصحاب المعجزات بالقبول ، والبعض بالرد ، فذلك يدل على أن المقصود من ذلك الإيمان ليس طاعة الله والانقياد له ، بل اتباع الهوى والميل .