وأما قوله : ( وما الله بغافل عما يعملون ) ففيه مسألتان :
المسألة الأولى : قرأ ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : " تعملون " بالتاء على الخطاب للمسلمين ، والباقون بالياء على أنه راجع إلى اليهود .
المسألة الثانية : إنا إن جعلناه خطابا للمسلمين فهو وعد لهم وبشارة ، أي لا يخفى علي جدكم واجتهادكم في قبول الدين ، فلا أخل بثوابكم ، وإن جعلناه كلاما مع اليهود فهو وعيد وتهديد لهم ، ويحتمل أيضا أنه ليس بغافل عن مكافأتهم ومجازاتهم وإن لم يعجلها لهم كقوله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) [ إبراهيم : 42 ] .