واعلم أن الكلام في هذه الأنواع الثمانية من الدلائل على أقسام :
فالقسم الأول : في تفصيل القول في كل واحد منها ، فالنوع الأول من الدلائل : ، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في تفسير قوله تعالى : ( الاستدلال بأحوال السماوات الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء ) [البقرة : 22] ولنذكر ههنا نمطا آخر من الكلام :
[ ص: 163 ] روي أن عمر بن الحسام كان يقرأ كتاب المجسطي على عمر الأبهري ، فقال بعض الفقهاء يوما : ما الذي تقرءونه ؟ فقال : أفسر آية من القرآن . وهي قوله تعالى : ( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها ) [ق : 6] فأنا أفسر كيفية بنيانها ، ولقد صدق الأبهري فيما قال ؛ فإن كل من كان أكثر توغلا في بحار مخلوقات الله تعالى كان أكثر علما بجلال الله تعالى وعظمته . فنقول : على الوجه المختصر الذي يليق بهذا الموضع مرتب في فصول : الكلام في أحوال السماوات