الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3437 ) فصل : وإن أفلس بعد خروج المبيع من ملكه

                                                                                                                                            ; ببيع ، أو هبة ، أو وقف ، أو عتق ، أو غير ذلك ، لم يكن للبائع الرجوع ; لأنه لم يدرك متاعه بعينه عند المفلس ، سواء كان المشتري يمكنه استرجاعه بخيار له ، أو عيب في ثمنه ، أو رجوعه في هبة ولده ، أو غير ذلك ; لما ذكرنا

                                                                                                                                            وخروج بعضه كخروج جميعه ; لما تقدم . فإن أفلس بعد رجوع ذلك إلى ملكه ، ففيه ثلاثة أوجه : أحدها ، له الرجوع ; للخبر ، ولأنه وجد عين ماله خاليا عن حق غيره ، أشبه ما لو لم يبعه . والثاني ، لا يرجع ; لأن هذا الملك لم ينتقل إليه منه ، فلم يملك فسخه . ذكر أصحابنا هذين الوجهين . ولأصحاب الشافعي مثل ذلك . والثالث ، أنه إن عاد إليه بسبب جديد ، كبيع ، أو هبة ، أو إرث ، أو وصية ، أو نحو ذلك . لم يكن للبائع الرجوع ; لأنه لم يصر إليه من جهته . وإن عاد إليه بفسخ ، كالإقالة ، والرد بعيب أو خيار ، ونحو ذلك ، فللبائع الرجوع ; لأن هذا الملك استند إلى السبب الأول ، فإن فسخ العقد الثاني لا يقتضي ثبوت الملك ، وإنما أزال السبب المزيل لملك البائع ، فثبت الملك بالسبب الأول ، فملك استرجاع ما ثبت الملك فيه ببيعه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية