الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 4920 ) فصل : قولهم : إن الأم عصبة ولدها ، وإن عصبتها عصبته . إنما هو في الميراث خاصة ، كقولنا في الأخوات مع البنات ، فعلى هذا لا يعقلون عنه ، ولا يثبت لهم ولاية التزويج ، ولا غيره . وهذا قول الأكثرين . وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال لأولياء المرجومة في ولدها : هذا ابنكم يرثكم ولا ترثونه ، وإن جنى فعليكم .

                                                                                                                                            وروي هذا عن عبد الله ، وإبراهيم . ولنا ، أنهم إنما ينتسبون إليه بقرابة الأم ، فلم يعقلوا عنه ، ولم يثبت عنهم ولاية التزويج ، كما لو علم أبوه ، ولا يلزم من التعصيب في الميراث التعصيب في العقل والتزويج ، بدليل الأخوات مع البنات . فأما إن أعتق ابن الملاعنة عبدا ، ثم مات ، ثم مات المولى ، وخلف أم مولاه ، وأخا مولاه ، احتمل أن يثبت لهما الإرث بالولاء ; لأن التعصيب ثابت . وحكي ذلك عن أبي يوسف

                                                                                                                                            وهل يكون للأم أو للأخ ؟ على الروايتين ، ويحتمل أن

                                                                                                                                            لا يثبت لهما ميراث ; لأن النساء لا يرثن من الولاء ، إلا ما أعتقن ، أو أعتق من أعتقن ، فكذلك من يدلي بهن ، وما ذكرناه للاحتمال الأول يبطل بالأخوات مع البنات ، وبمن عصبهن أخوهن من الإناث .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية