دعوة أصحاب القرية:
ونعني بها دعوة الرجل الصالح، الذي ورد ذكره في سورة ياسين، وقد سبق أن تحدثنا عن قصته، عند الحديث عن أثر العامل البشري في التغيير.. فقد رأينا هـذا الرجل استطاع – بفضل الله عز وجل – أن يعجل بإيصال عملية التغيير إلى غايتها، خلال زمن قياسي قصير، ربما لم يزد عن بضع دقائق أو ساعات، إذ عمد إلى تأزيم الصراع الفكري مع قومه، حتى أوصله إلى الذروة الحرجة، بحيث لم يعد ثمة مجال إلا للمفاصلة، التي قلنا: إن سياق الآيات يوحي بأن القوم لم يمهلوه أن قتلوه، وكانت النتيجة أن جاء أمر الله عاجلا بعدئذ ( وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هـم خامدون ) (يس: 28 – 29) .