الدواعي والمبررات
ثمة جملة من الدواعي والمبررات لوجود إعلان إسلامي في القرن القادم، لعل من أهمها:
1- الدواعي الشرعية التي تحتم صياغة قوالب قاعدية شرعية، تضبط عملية الاتصال الإعلاني بجميع أركانها [مرسل. رسالة. وسيلة. مرسل إليه]، لتمنح المسلمين طرق الإعلان الشرعي.
2- تنمية وتطوير الإعلام الإسلامي ليؤدي دوره الرسالي والدعوي على الصعيد المحلي، والإقليمي، والعالمي، وليضطلع بمختلف وظائفه الإعلامية الرسالية لحماية الأمة الإسلامية من سيول التدفق الإعلامي والإعلاني الغربي الوثني من جهة، ولينير الطريق الصحيح أمام الأمم المدعوة عالميا.
3- أهمية عامل التمويل بالنسبة للإعلام الإسلامي، حيث التحدي [ ص: 69 ] الرئيس الذي يتهدد الإعلام الإسلامي الذي بسببه توقفت الكثير من القنوات والوسائل الإعلامية الإسلامية عن أداء مهامها الرسالية. [1]
4- خلو الساحة الإعلامية والإعلانية العربية والإسلامية من إعلان إسلامي متكامل، ومبلور علميا، وشرعيا، وفنيا، يحمل الخصائص العامة للإسلام، ويخلص جمهور المستهلكين المسلمين وغيرهم من التبعـية العميـاء للإعـلان الغـربي.. وإمكانيـة هذا الطرح قائمة في المرجعية الإسلامية من كتاب أو سنة،
من ذلك مثلا القراءة التحليلية لقوله تعالى: ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كـل ضـامر يأتـين من كل فـج عميـق * ليشـهدوا مـنـافع لهم ) (الحج:27-28) ..
ونتساءل هنا: ما هي المنافع التـي يشهدها الناس في الحج بجانب العبادة والحج والتجرد إلى الله تعالى؟
إن مما لا شك فيه أن التجمعات السلميـة في كل زمـان ومكـان لا تخلو من مثل هذه الفوائد التجارية، ومن تبادل السلع المادية، ومن هذه الفوائد الإخبار والإعلام. [2]
والأذان بالحج هو إعلان عن بداية موسمه، كما هو إعلان بقدومه [ ص: 70 ] وحلول أيامه، وما يرافق ذلك من معاملات، وإجراءات، وإداريات تستدعي قدرا كافيا من الدراسة والدراية بكل حيثياتها الخاصة بها. وهذا ما يدعو فن الإعلان للتدخل ليعلن عن شركات الطيران، ومواعيدها، وأسعارها، ودرجاتها.. وعن البنوك والمصارف وطرق تحويل العملة، وكيفيات الائتمان المتعددة، وطرق الإقامة، والمبيت، والتنقل، ونشدان الضوال، ومصحات الأطباء.. وغيرها. وكل هذا من وظائف الإعلان في عصرنا الراهن.
هذه هي جملة الدواعي والمبررات الداعية لوجود إعلان إسلامي. فما هو الإعلان الإسلامي إذن؟