الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الإعـلان من منظـور إسلامي

الدكتور / أحمد عيساوي

مفهوم الفن الإسلامي

إن مفهوم الفن في التصور الإسلامي -بجميع أشكاله وألوانه وصوره ومجالاته- هو: الإبداع واستشفاف كوامن الجمال والروعة [ ص: 161 ] المتجددة في الكون كله، وبجميع مخلوقاته وكائناته. [1]

وهو التعبير الرائع والممتع عن النفس والحياة، المتميز بالعراقة والصدق والأصالة. [2]

كما أنه التعبير الإبداعي الجميل والرائع عن كل مظاهر الجمال والزينة في الكون والحياة والإنسان والطبيعة، من خلال تصورات الإسلام للكون وللحياة وللطبيعة وللإنسان وللنظام. [3]

كما أنه تعبير جميل عن التجارب الإنسانية في شكل فني متعارف عليه، ومادته هي مظاهر الحياة والنفس الإنسانية، ومقوماته الصدق والأصالة الفنية في الشكل وفي المضامين الفنية والفكرية والثقافية الإبداعية الأصيلة والسليمة. [4]

فهو فن جميل، منبثق من تصور الإسلام الواسع والشامل لمظاهر الجمال والإبداع في الكون والحياة والطبيعة والإنسان، المضبوط بالقيم والمبادئ الإسلامية النبيلة.

وفي النص القرآني كثير من الآيات التي تتحدث عن روعة [ ص: 162 ] الكون، وجمال تناسقه وإبداعه السحري الجميل،

يقول الله سبحانه وتعالى: ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ) (الحجر:16) .

وهو شكل من أشكال التصور الإسلامي للفن الجميل، الذي يعرض فيه المولى تبارك وتعالى عظمة خلقه والتنسيق الفني الرائع للكون والموجودات في صور بديعة في مضمونها وشكلها، وهي فوق ذلك كله استشفاف رقيق لعظمة الإبداع الرباني.

إن التأمل في كثير من الآيات القرآنية تبرز بوضوح رؤية الإسلام للفن والفنان، وتصوره للجمال والزينة والإبداع، بعيدا عن كل استغراق في الماديات، أو تطرف في عالم الغريزة والشهوة، أو جنوح عن حنيفية الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

ومن هذا التصور السوي للفن والفنان والجمال، يستقي الإعلان الإسلامي فلسفته الفنية والإخراجية، ليقدم للجمهور المستقبل إعلانا إسلاميا، متزنا قيميا، ومشبعا فنيا، ومريحا جماليا.

التالي السابق


الخدمات العلمية