الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن نزلوا على حكم رجل منهم ) لم يجز لعدم نفوذ حكمه ( أو جعلوا التعيين إليهم لم يجز ) ; لأنهم ربما اختاروا غير الأصلح ( وإن مات من اتفقوا عليه ، ثم اتفقوا على غيره ممن يصلح قام مقامه ) كما لو عينوه ابتداء .

                                                                                                                      ( وإن لم يتفقوا ) مع الإمام ( وطلبوا حكما لا يصلح ردوا إلى مأمنهم وكانوا على الحصار حتى يتفقوا ) مع الإمام على من يصلح لذلك ( وكذلك إن رضوا باثنين ) ينزلون على حكمهما ( فمات أحدهما فاتفقوا على من يقوم مقامه جاز ) حيث كان أهلا ( وإلا ردوا إلى مأمنهم ) حتى يتفقوا على غيره ممن يصلح .

                                                                                                                      ( وكذلك إن رضوا بتحكيم من لا تجتمع الشرائط فيه ووافقهم الإمام عليه ) لعدم علمه بأنه لا يصلح ( ثم بان أنه لا يصلح ) لفقد شيء من الشروط السابقة ( لم يحكم ، ويردون إلى مأمنهم كما كانوا ) حتى يتفقوا على من يصلح .

                                                                                                                      ( ولا يحكم ) من نزلوا على حكمه ( إلا بما فيه حظ للمسلمين ) ; لأنه نائب الإمام ، فقام مقامه في اختيار الأحظ كهو في الأسرى ، وحينئذ يلزمه ذلك ، وحكمه لازم ( من القتل والسبي ) ; لأن سعدا حكم في بني قريظة بقتلهم وسبي ذراريهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم { لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة } ( والفداء ) لما سبق ( فإن حكم بالمن على غير الذرية لزم قبوله ) ; لأنه نائب الإمام فكان له المن كهو وظاهره : ولو أباه الإمام .

                                                                                                                      ( وإن حكم بقتل أو سبي لزم قبوله ) لما تقدم في قضاء سعد على بني قريظة .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية