( باب وهو ) لغة الراجع يقال ارتد فهو مرتد إذا رجع قال تعالى : { حكم المرتد ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين } وشرعا ( الذي يكفر بعد إسلامه ) نطقا أو اعتقادا [ ص: 168 ] أو شكا أو فعلا ( ولو مميزا ) فتصح ردته كإسلامه ويأتي ( طوعا ) لا مكرها لقوله تعالى : { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } ( ولو ) كان ( هازلا ) لعموم قوله تعالى : { من يرتد منكم عن دينه } الآية وحديث مرفوعا : { ابن عباس } رواه الجماعة إلا من بدل دينه فاقتلوه وأجمعوا على وجوب قتل المرتد . مسلما
( فمن ولو مكرها بحق كفر لقوله تعالى { أشرك بالله ) تعالى أي كفر به بعد إسلامه إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ( أو ) كفر لأن جاحد ذلك مشرك بالله تعالى ( أو ) جحد ( صفة من صفاته ) اللازمة قال في الرعاية لأنه كجاحد الوحدانية . جحد بربوبيته أو وحدانيته
وفي الفصول : شرطه أن تكون الصفة متفقا على إثباتها ( أو كفر لأنه تعالى نزه نفسه عن ذلك ونفاه عنه فمتخذه مخالف له غير منزه له عن ذلك ( أو اتخذ له ) أي لله ( صاحبة أو ولدا ) كفر لأنه مكذب لقول الله تعالى : { ادعى النبوة أو صدق من ادعاها ) بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : { } ( أو لا نبي بعدي لأنه مكذب لله جاحد لنبوة نبي من أنبيائه ( أو ) جحد نبيا ) مجمعا على نبوته لأن جحد شيء منه كجحده كله لاشتراكهما في كون الكل من عند الله ( أو جحد ( كتابا من كتب الله أو شيئا منه ) كفر لتكذيبه القرآن ( أو ) جحد الملائكة ) أو أحدا ممن ثبت أنه ملك كفر لتكذيبه للكتاب والسنة وإجماع الأمة ( أو جحد ( البعث ) ) كفر لأنه لا يسبه إلا وهو جاحد به ( أو سب الله أو رسوله لقوله تعالى : { استهزأ بالله ) تعالى ( أو بكتبه أو رسله ) قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } .
قال في المغني والشرح : ولا ينبغي أن يكتفى في الهازئ بذلك بمجرد الإسلام حتى يؤدب أدبا يزجره عن ذلك لأنه إذا لم يكتف ممن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوبة فهذا أولى .
( قال الشيخ أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به ) الرسول ( اتفاقا ، وقال أو إجماعا انتهى ) أي كفر لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين : { جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم ما نعبدهم إلا [ ص: 169 ] ليقربونا إلى الله زلفى } .
( أو سجد لصنم أو شمس أو قمر ) عبارة المنتهى لكوكب فيدخل فيه سائر الكواكب كفر لأن ذلك إشراك ( أو كفر للآية السابقة ( أو أتى بقول أو فعل صريح في الاستهزاء بالدين ) الذي شرعه الله كفر لقوله تعالى : { وجد منه امتهان للقرآن أو طلب تناقصه أو دعوى أنه مختلف أو ) أنه ( مختلف أو مقدور على مثله أو إسقاط لحرمته ) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } وقوله : { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } وقوله : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن } الآية ( أو ) كفر لقوله تعالى : { أنكر الإسلام إن الدين عند الله الإسلام } ( أو ) أنكر ( الشهادتين أو ) أنكر ( أحدهما كفر ) لأنه إنكار للوحدانية والرسالة أو إحداهما ، وذلك كفر لما مر .