الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وإن استنظروه ) أي طلب البغاة منه أن ينظرهم ( مدة رجاء رجوعهم فيها أنظرهم ) حكاه ابن المنذر إجماع من يحفظ عنه لأن الإنظار إذن أولى من معالجتهم بالقتال المؤدي إلى الهرج والمرج ( وإن ظن ) الإمام ( أنها ) أي طلب مقاتلتهم الإنظار ( مكيدة لم ينظرهم ) لأنه لا يأمن أن يصير طريقا إلى قهر أهل الحق وذلك لا يجوز ( وإن أعطوه مالا وإن بذلوا رهائن على إنظارهم لم يجز أخذها لتلك ) لأنه لا يجوز قتلهم لغدر أهلهم فلا يفيد شيئا ( فإن كان في أيديهم ) أي البغاة ( أسرى من أهل العدل وأعطوا بذلك رهائن منهم قبلهم الإمام واستظهر للمسلمين ) لأنه يجب عليه فعل ما فيه المصلحة ( فإن أطلقوا ) أي البغاة ( الأسرى ) من أهل العدل ( أطلقت رهائنهم ) وفاء لهم بما قيل لهم ( فإن قتلوا من عندهم ) من أسرى أهل العدل ( لم يجز قتل رهائنهم [ ص: 163 ] ولا أسراهم ) لقوله تعالى { ولا تزر وازرة وزر أخرى } ( فإذا انقضت الحرب خليت الرهائن كما تخلى الأسرى منهم ) لأن المانع من إرسالهم خوف مساعدة إخوانهم وقد زال .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية