الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وقوله ) أي الكافر ( أنا مسلم أو ) قوله ( أسلمت أو ) قوله ( أنا مؤمن أو أنا بريء من كل دين يخالف دين الإسلام توبة أصليا كان ) الكافر ( أو مرتدا ) ويجبر على الإسلام ( قد علم ما يراد منه وإن لم يأت بالشهادتين ) لما روى المقداد أنه قال : { يا رسول الله أرأيت لو لقيت كالكفار يقاتلني فضرب أحد يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال : أسلمت أفأقتله يا رسول الله إن قالها ؟ قال : لا تقتله } رواه مسلم ولأن ذلك اسم لشيء معلوم وهو الشهادتان فإذا أخبر به فقد أخبر بذلك الشيء وذكر الموفق والشارح : احتمالا لأن هذا في الكافر الأصلي أو جاحد الوحدانية أما من كفر بجحد نبي أو كتاب أو فريضة ونحوه فلا يصير مسلما بهذا لأنه اعتقد الإسلام ما هو عليه فإن أهل البدع كلهم يعتقدون أنهم مسلمون ومنهم من هو كافر .

                                                                                                                      ( وقال أبو يعلى الصغير ) في مفرداته ( لا خلاف أن الكافر لو قال : أنا مسلم ولا أنطق بالشهادتين لم يحكم بإسلامه ) .

                                                                                                                      وفي الانتصار ( لو كتب الشهادة ) أي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ( صار مسلما ) وجزم به في المنتهى وغيره لأن الخط كاللفظ فإن قال بعد ذلك لم أرد الإسلام صار مرتدا ومجبرا على الإسلام نص عليه .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية