لأنها أقرب إلى التوكل من غيرها وأقرب للحل وفيها عمل اليد والنفع العام للآدمي والدواب ولا بد أن يؤكل عادة من الزرع بلا عوض ( وقيل : عمل اليد ) قال ( والزراعة أفضل مكتسب ) المروذي : سمعت وذكر المطاعم يفضل عمل اليد انتهى لحديث { أحمد } رواه أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل مبيع مبرور وغيره ، ومعنى مبرور لا غش فيه ولا خيانة . أحمد
وروى عن البخاري المقدام مرفوعا { داود كان يأكل من عمل يده } . ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله
( وقيل ) ( التجارة ) قال [ ص: 214 ] في الرعاية الكبرى : أفضل المعاش التجارة انتهى ويؤيده ما سبق من حديث أفضل المكاسب وإن جعلت الكلام على معنى من أفضل فلا تعارض أو أنه يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ( وأفضلها ) أي أحمد لبعدها من الشبهة والكذب ( وأبغضها ) أي التجارة ( في بز وعطر وزرع وغرس وماشية ) للشبهة ( ويسن التجارة ( في رقيق وصرف ) التامة قاله في الرعاية ) لقوله تعالى { التكسب ومعرفة أحكامه حتى مع الكفاية فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه } ويرشد إليه قوله صلى الله عليه وسلم { } والأخذ في الأسباب من التوكل فلا يعتقد أن الرزق من الكسب بل من الله بواسطة . كالطير تغدو خماصا وتعود بطانا
( وقال ) صاحب الرعاية ( أيضا فيها يباح كسب الحلال لزيادة المال والجاه والترفه والتنعم والتوسعة على العيال مع سلامة الدين والعرض والمروءة وبراءة الذمة ) لأنه لا مفسدة فيه إذن ( ويجب ) التكسب ( على من لا قوت له ولا لمن تلزمه مؤنته ) لحفظ نفسه قلت وكذا على من عليه دين واجب لأدائه ( ويقدم الكسب لعياله على كل نفل ) لأن الواجب مقدم على التطوع .
( ويكره قال تركه ) أي التكسب ( والاتكال على الناس : لم أر مثل الغنى عن الناس . أحمد
وقال في قوم لا يعملون ويقولون : نحن متوكلون هؤلاء مبتدعة ) لتعطيلهم الأسباب .
وقال : الكسب الذي لا يقصد به التكاثر وإنما يقصد به التوسل إلى طاعة الله من صلة الإخوان أو التعفف عن وجوه الناس فهو أفضل لما فيه من منفعة غيره ومنفعة نفسه وهو أفضل من التفرغ إلى طلب العبادة من الصلاة والصوم والحج وتعلم العلم لما فيه من منافع الناس وخير الناس أنفعهم للناس . القاضي