ثالثا: الغزو الفكري لخدمة الاستعمار:
الفهم الشامل لأبعاد الواجبات الكفائية ، يساعد في الوقوف بوجه الأطماع الاستعمارية بصورة قوية، ذلك أن الواجبات الكفائية ما شرعت إلا لحفظ المصالح العامة للأمة، بينما يريد الاستعمار أن يمتص خيرات البلاد، ويحول المواطنين إلى عبيد، يكونون في خدمة سيادته الاستعمارية، ويحمون مصالحه، يقول الأستاذ منير شفيق تعليقا على السياسات الاقتصادية للدول الرأسمالية: «...إن سياسة الحظر التكنولوجي أصبحت جزءا من الاستراتيجية الدولية للبلدان الرأسمالية الصناعية المتقدمة، تستخدمها للابتزاز السياسي والاقتصادي، كما تستخدمها لإبقاء حالة التخلف في البلدان النامية والعمل على إعادة هـيمنتها عليها». [1] وبما أن حيوية الدين وعلاقته الوثيقة بالحياة العامة وتنظيمها يحرك الناس نحو مقاومة الاستعمار بكل صوره وأشكاله، فقد عمد الاستعمار، عندما أدرك ذلك، عن طريق الوسائل والأدوات التي يمتلكها، إلى العمل على صرف توجهات واهتمامات الناس عن المصالح العامة إلى الأمور الخاصة، والاهتمامات الشخصية، والمصالح الفردية؛ كما عمل على إغراء بعض القيادات بمميزات ودفوعات شخصية مقابل تنازلهم عن تبني المصالح العامة والدفاع عنها؛ كما ساهم في تكوين جماعات تحرم التصدي للاعتداءات الاستعمارية. [ ص: 96 ]