وينبغي لأهل العدل إذا لقوا أهل البغي أن يدعوهم إلى العدل  هكذا روي عن  علي  رضي الله عنه أنه بعث  ابن عباس  رضي الله عنهما إلى أهل حروراء  حتى ناظرهم ، ودعاهم إلى التوبة ، ولأن المقصود ربما يحصل من غير قتال بالوعظ والإنذار فالأحسن أن يقدم ذلك على القتال ; لأن الكي آخر الدواء ، وإن لم يفعلوا فلا شيء عليهم ; لأنهم قد علموا ما يقاتلون عليه فحالهم في ذلك كحال المرتدين وأهل الحرب الذين بلغتهم الدعوة ، ولهذا يجوز قتالهم بكل ما يجوز القتال به من أهل الحرب كالرمي بالنبل ، والمنجنيق ، وارسال الماء ، والنار عليهم ، والبيات بالليل  [ ص: 129 ] لأن قتالهم فرض كقتال أهل الحرب ، والمرتدين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					