( ولو ادعي على قاض ) متول ( جور في حكم لم تسمع ) الدعوى عليه لأجل أنه يحلف له ، وكذا لو ادعي على شاهد أنه شهد زورا وأراد تغريمه ؛ لأنهما أمينا الشرع ( ويشترط ) لسماع الدعوى عليهما بذلك ( بينة ) يحضرها بين يدي المدعى عنده لتخبره حتى يحضره إذ لو فتح باب تحليفهما لكل مدع لاشتد الأمر ، ورغب الناس عن القضاء ، والشهادة . وبما قررت به المتن اندفع الاعتراض عليه بأن اشتراطه البينة ينافي جزمه قبله بعدم سماع الدعوى فإن اعتماد البينة فرع سماع الدعوى . ونازع السبكي فيما ذكر وأطال فيه في حلبياته ، لكن أطال الحسباني في رده وتزييفه نقلا ومعنى وتبعه الأذرعي في بعضه . ومر أن هذا في قاض محمود السيرة ، ومن ثم اعترض الأذرعي التعليل بالرغبة بأنه يقطع بأن غالب قضاة عصره لو حلف أحدهم سبعين مرة في اليوم أنه لم يرتش ولم يجر لحلف ولم يزده وغيره ذلك إلا حرصا وتهافتا على القضاء .


