الآية { ( ودفعها سرا ) أفضل منه جهرا إن تبدوا الصدقات } ولأن مخفيها بحيث لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه كناية عن المبالغة في إخفائها من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وفي حديث سنده حسن { } وإبداؤها ليقتدي به غيره لا لغرض آخر حسن بل قال صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ابن عبد السلام : إنه لمقصد صالح أفضل ، وسبقه إليه الغزالي بشرط أن لا يتأذى الآخذ بالإظهار أما إجماعا كما في المجموع قال الزكاة ، فإظهارها أفضل الماوردي : إلا المال الباطن أي : إن خشي محذورا وإلا فهو ضعيف ( و ) لا سيما عشرة الأخر أفضل لخبر دفعها ( في رمضان ) أبي داود { } ولعجز الفقراء عن التكسب فيه ، ويليه عشر الحجة فيما يظهر ، [ ص: 180 ] وفي الأماكن الشريفة أي صدقة أفضل قال : في رمضان كمكة ثم المدينة ، وعند الأمر المهم كغزو وحج ومرض وسفر وكسوف واستسقاء أفضل ، وليس المراد بذلك أن من أراد صدقة يسن له تأخيرها لشيء مما ذكر ، بل الاعتناء عند وجود ذلك بالإكثار منها فيه ؛ لأنه أعظم أجرا وأكثر فائدة