قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=19860_29680_30384_30386_33678_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا nindex.php?page=treesubj&link=30386_30387_33678_34513_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسؤولا
المعنى: قل يا
محمد لهؤلاء الكفرة الذين هم بسبيل مصير إلى هذه الأحوال من النار:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15أذلك خير أم جنة الخلد ؟ وهذا على جهة التوقيف والتوبيخ، ومن حيث كان الكلام استفهاما جاز فيه مجيء لفظ التفضيل بين الجنة والنار في الخير; لأن الموقف جائز له أن يوقف محاوره على ما يشاء ليرى هل يجيبه بالصواب أو بالخطإ، وإنما يمنع
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وغيره من التفضيل بين شيئين لا اشتراك بينهما في المعنى الذي فيه تفضيل إذا كان الكلام خبرا; لأنه فيه مخالفة، وأما إذا كان استفهاما فذلك سائغ.
وقيل: الإشارة بقوله: "ذلك" إلى الجنات التي تجري من تحتها الأنهار، وإلى
[ ص: 424 ] القصور التي في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=10تبارك الذي إن شاء جعل لك ، هذا على أن يكون الجعل في الدنيا، وقيل: الإشارة بقوله: "ذلك" إلى الكنز والجنة التي ذكر الكفار.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
والأصح أن الإشارة بقوله: "ذلك" إلى النار، كما شرحناه آنفا.
و "المتقون" في هذه الآية: من اتقى الشرك، فإنه داخل في الوعد، ثم تبقى المنازل في الوعد بحسب تقوى المعاصي.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16وعدا مسؤولا يحتمل معنيين: أحدهما -وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد - أنه مسؤول لأن المؤمنين سألوه أو يسألونه، وروي أن الملائكة سألت الله تعالى تنعيم المتقين فوعدهم بذلك، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : هو قول الملائكة، وتلا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ، والمعنى الثاني ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن بعض أهل العربية: أن يريد وعدا واجبا قد حتمه، فهو لذلك معد أن يسأل ويقتضي، وليس يتضمن هذا التأويل أن أحدا سأل الوعد المذكور.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=19860_29680_30384_30386_33678_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=30386_30387_33678_34513_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولا
الْمَعْنَى: قُلْ يَا
مُحَمَّدُ لِهَؤُلَاءِ الْكَفَرَةِ الَّذِينَ هُمْ بِسَبِيلِ مَصِيرٍ إِلَى هَذِهِ الْأَحْوَالِ مِنَ النَّارِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ؟ وَهَذَا عَلَى جِهَةِ التَّوْقِيفِ وَالتَّوْبِيخِ، وَمِنْ حَيْثُ كَانَ الْكَلَامُ اسْتِفْهَامًا جَازَ فِيهِ مَجِيءُ لَفْظِ التَّفْضِيلِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فِي الْخَيْرِ; لِأَنَّ الْمُوقِفَ جَائِزٌ لَهُ أَنْ يُوقِفَ مُحَاوِرَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ لِيَرَى هَلْ يُجِيبُهُ بِالصَّوَابِ أَوْ بِالْخَطَإِ، وَإِنَّمَا يَمْنَعُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَغَيْرُهُ مِنَ التَّفْضِيلِ بَيْنَ شَيْئَيْنِ لَا اشْتِرَاكَ بَيْنَهُمَا فِي الْمَعْنَى الَّذِي فِيهِ تَفْضِيلٌ إِذَا كَانَ الْكَلَامُ خَبَرًا; لِأَنَّهُ فِيهِ مُخَالَفَةٌ، وَأَمَّا إِذَا كَانَ اسْتِفْهَامًا فَذَلِكَ سَائِغٌ.
وَقِيلَ: الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: "ذَلِكَ" إِلَى الْجَنَّاتِ الَّتِي تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، وَإِلَى
[ ص: 424 ] الْقُصُورِ الَّتِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=10تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ ، هَذَا عَلَى أَنْ يَكُونَ الْجَعْلُ فِي الدُّنْيَا، وَقِيلَ: الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: "ذَلِكَ" إِلَى الْكَنْزِ وَالْجَنَّةِ الَّتِي ذَكَرَ الْكُفَّارُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَالْأَصَحُّ أَنَّ الْإِشَارَةَ بِقَوْلِهِ: "ذَلِكَ" إِلَى النَّارِ، كَمَا شَرَحْنَاهُ آنِفًا.
و "الْمُتَّقُونَ" فِي هَذِهِ الْآيَةِ: مَنِ اتَّقَى الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ دَاخِلٌ فِي الْوَعْدِ، ثُمْ تَبْقَى الْمَنَازِلُ فِي الْوَعْدِ بِحَسَبِ تَقْوَى الْمَعَاصِي.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=16وَعْدًا مَسْؤُولا يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا -وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنِ زَيْدٍ - أَنَّهُ مَسْؤُولٌ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ سَأَلُوهُ أَوْ يَسْأَلُونَهُ، وَرُوِيَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللَّهَ تَعَالَى تَنْعِيمَ الْمُتَّقِينَ فَوَعَدَهُمْ بِذَلِكَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : هُوَ قَوْلُ الْمَلَائِكَةِ، وَتَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=8وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ، وَالْمَعْنَى الثَّانِي ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ: أَنْ يُرِيدَ وَعْدًا وَاجِبًا قَدْ حَتَّمَهُ، فَهُوَ لِذَلِكَ مُعَدٌّ أَنْ يُسْأَلَ وَيَقْتَضِي، وَلَيْسَ يَتَضَمَّنُ هَذَا التَّأْوِيلُ أَنَّ أَحَدًا سَأَلَ الْوَعْدَ الْمَذْكُورَ.