تفسير سورة العصر
وهي مكية.
قوله عز وجل:
والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
قال رضي الله عنهما: العصر: الدهر، يقال فيه: عصر وعصر - بضم العين والصاد، وقال ابن عباس امرؤ القيس:
. . . . . . . وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟
وقال : العصر: العشي، وقال قتادة : أبي بن كعب سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العصر فقال: "أقسم ربكم بآخر النهار"، وقال بعض العلماء -وذكره - العصر: اليوم، والعصر: الليلة، ومنه قول أبو علي حميد:
ولن يلبث العصران: يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما
[ ص: 686 ] وقال بعض العلماء: العصر بكرة، والعصر عشية، وهما الأبردان، وقال : العصر هي الصلاة الوسطى، أقسم الله تعالى بها. مقاتل
و "الإنسان" اسم جنس، و"الخسر": النقصان وسوء الحال، وذلك بين غاية البيان في الكافر أنه خسر الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، وأما المؤمن -وإن كان في خسر في دنياه في هرمه وما يقاسيه من شقاء هذه الدار- معفو عنه في جانب فلاحه في الآخرة، وربحه الذي لا يفنى، ومن كان في مدة عمره في التواصي بالحق والصبر والعمل بحسب الوصاة فلا خسر معه، وقد جمع له الخير كله.
وقرأ رضي الله عنه: "والعصر، ونوائب الدهر، إن الإنسان"، وفي مصحف علي بن أبي طالب : "والعصر لقد خلقنا الإنسان في خسر"، وروي عن عبد الله رضي الله عنه أنه قرأ: "إن الإنسان لفي خسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر، إلا الذين" ، وقرأ علي بن أبي طالب ، عاصم : "لفي خسر" بضم السين، وقرأ والأعرج سلام أبو المنذر: "والعصر" بكسر الصاد، "والصبر" بكسر الباء، وهذا لا يجوز إلا في الوقف على نقل الحركة، وروي عن : "بالصبر" بكسر الباء إشماما وهذا أيضا لا يكون إلا في الوقف. أبي عمرو
كمل تفسير سورة [ العصر] والحمد لله رب العالمين