قوله عز وجل:
كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا في الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
قال : إن في مصحف النقاش ، ابن مسعود ، وأبي رضي الله تعالى عنهم: [ ص: 502 ] "إذ قال لهم لوط" وسقط "أخوهم". واختصرت الياء في الخط واللفظ من قوله: وحفصة وأطيعون مراعاة لرؤوس الآي أن تتناسب.
ثم وقفهم على معصيتهم البشعة في "إتيان الذكران" وترك فروج الأزواج، والمعنى: ويذر ذلك العاصي في حال المعصية، لا أن معناه: تركوا النساء جملة، وفي قراءة : "ما أصلح لكم ربكم"، و "عادون" معناه: ظالمون مرتكبون للحظر، فتوعدوه بالإخراج من أرضه فلا يتهم عند ذلك، واقتصر على الإخبار بأنه قال: "لعملهم". و "القلى": بغض الشيء وتركه، ثم دعا بالنجاة فنجاه الله تعالى بأن أمره بالرحلة ليلا، وكانت امرأته تعين عليه قومه فأصابها حجر فهلكت فيمن هلك. ابن مسعود
وقوله: في الغابرين معناه: في الباقين، فإما أن يريد: في الباقين من لداتها وأهل سنتها، وهذا تأويل ، وإما أن يريد: في الباقين في العذاب النازل بهم، وهو تأويل أبي عبيدة ، والمشهور أنها بمعنى: بقي. وغابر الزمان: مستقبله، ولكن قتادة الأعشى قد استعمل "غابر الزمان" بمعنى ماضيه في شعر المنافرة المشهور، وقال : يقال للذاهب غابر، وللباقي غابر، و "التدمير": الإهلاك بإمطار الحجارة، وبذلك جرت السير في رجم اللوطي، وباقي الآية بين. الزهراوي