قوله عز وجل:
لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
روي أنه لما نزل هذا الوعد للمؤمنين، حسد أهل الكتاب على ذلك، وكانت اليهود تعظم دينها وأنفسها، وتزعم أنها أحباء الله وأهل رضوانه، فنزلت هذه الآية معلمة أن الله تعالى فعل ذلك وأعلم به، ليعلم أهل الكتاب أنهم ليسوا كما يزعمون، و "لا" في قوله تعالى: "لئلا" زائدة، كما هي في قوله تعالى: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون على بعض التأويلات. وقرأ ، ابن عباس والجحدري: "ليعلم"، وروى إبراهيم التيمي عن رضي الله عنهما: "لكيلا يعلم"، وروي عن ابن عباس حطان الرقاشي أنه قرأ: "لأن يعلم"، وقرأ ، ابن مسعود ، وابن جبير : "لكي يعلم أهل الكتاب" ، وقرأ وعكرمة -فيما روى الحسن -: "ليلا يعلم" بفتح اللام الأولى وسكون الياء، فأما فتح اللام فلغة في لام الجر مشهورة، وأصل هذه القراءة: "لأن لا"، استغني عن الهمزة بلام الجر فحذفت فجاء "لن لا" ، أدغمت النون في اللام للتشابه فجاء "للا" ، فاجتمعت أمثلة فقلبت اللام الواحدة ياء. وقرأ ابن مجاهد -فيما روى الحسن -: "ليلا" بكسر اللام الأولى وسكون الياء، وتعليلها كالتي تقدمت. مطرف
وقوله تعالى: ألا يقدرون على شيء معناه: أنهم لا يملكون فضل الله تبارك وتعالى، ولا يدخل تحت قدرهم، وقرأ رضي الله عنه: "ألا يقدروا" بغير نون. وباقي الآية بين. ابن مسعود
كمل تفسير سورة [الحديد] والحمد لله رب العالمين.