تفسير سورة التوبة
هذه السورة مدنية إلا آيتين: لقد جاءكم رسول إلى آخرها، وتسمى سورة التوبة، قاله وغيره، وتسمى الفاضحة، قاله حذيفة رضي الله عنهما ، وتسمى الحافرة لأنها حفرت عن قلوب المنافقين، قال ابن عباس رضي الله عنهما: مازال ينزل: "ومنهم، ومنهم" حتى ظن أنه لا يبقى أحد، وقال ابن عباس : هي سورة العذاب، قال حذيفة رضي الله عنهما: كنا ندعوها المقشقشة، قال ابن عمر الحارث بن يزيد: كانت تدعى المبعثرة، ويقال لها المثيرة، ويقال لها البحوث.
وقال أبو مالك الغفاري: أول آية نزلت من براءة انفروا خفافا وثقالا ، وقال : كانت براءة مثل سورة البقرة في الطول. سعيد بن جبير
واختلف فقال -لم سقط سطر ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من أولها- رضي الله عنه: أشبهت معانيها معاني الأنفال، وكانت تدعى القرينتين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك قرنت بينهما، ولم أكتب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ووضعتها في السبع الطول، وقال عثمان بن عفان علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) أمان وبشارة، و"براءة" نزلت بالسيف ونبذ العهود، فلذلك لم تبدأ بالأمان. لابن عباس
[ ص: 252 ] قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويعزى هذا القول للمبرد وهو رضي الله عنه، وهذا كما يبدأ المخاطب الغاضب: "أما بعد"، دون تقريظ ولا استفتاح بتبجيل، وروي أن كتبة المصحف في مدة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اختلفوا في الأنفال وبراءة، هل هي سورة واحدة أو هما سورتان؟ فتركوا فصلا بينهما مراعاة لقول من قال: هما سورتان، ولم يكتبوا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) مراعاة لقول من قال منهم: هما واحدة، فرضي جميعهم بذلك. عثمان
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا القول يضعفه النظر أن يختلف في كتاب الله هكذا، وروي عن أنه قال: أبي بن كعب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بوضع ( بسم الله الرحمن الرحيم ) في أول كل سورة، ولم يأمرنا في هذا بشيء، فلذلك لم نضعه نحن، وروي عن أنه قال: بلغنا أنها كانت نحو سورة البقرة ثم نسخ ورفع كثير منها وفيه البسملة، فلم يروا بعد أن يضعوه في غير موضعه. مالك
وسورة براءة من آخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى عمران بن جدير أن أعرابيا سمع سورة براءة فقال: أظن هذه من آخر ما أنزل الله على رسوله، فقيل له: لم تقول ذلك؟ فقال: أرى أشياء تنقض وعهودا تنبذ.
قوله عز وجل:
براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم
[ ص: 253 ] "براءة" رفع على خبر ابتداء مضمر تقديره: هذه الآيات براءة، ويصح أن ترتفع بالابتداء والخبر في قوله: إلى الذين وجاز الابتداء بالنكرة لأنها موصوفة فتعرفت تعريفا ما، وجاز الإخبار عنها، وقرأ : "براءة" بالنصب على تقدير: الزموا براءة، ففيها معنى الإغراء. و عيسى بن عمر براءة معناها: تخلص وتبرؤ من العهود التي بينكم وبين الكفار البادئين بالنقض، تقول: برئت إليك من كذا، فبرئ الله تعالى ورسوله بهذه الآية إلى الكفار من تلك العهود التي كانت ونقضها الكفار، وقرأ أهل نجران: "من الله" بكسر النون.
وهذه الآية حكم من الله عز وجل بنقض العهود والموادعات التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين طوائف المشركين الذين ظهر منهم أو تحسس من جهتهم نقض، ولما كان عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لازما لأمته حسن أن يقول: "عاهدتم" قال وغيره من العلماء: كانت ابن إسحاق العرب قد واثقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا عاما على أن لا يصد أحد عن البيت الحرام، ونحو ذلك من الموادعات، فنقض ذلك بهذه الآية، وأجل لجميعهم أربعة، فمن كان له مع النبي صلى الله عليه وسلم عهد خاص وبقي منه أقل من الأربعة الأشهر بلغ به تمامها، ومن كان أمده أكثر من أربعة أشهر أتم له عهده، إلا إن كان ممن تحسس منه نقض فإنه قصر على أربعة أشهر، ومن لم يكن له عهد خاص فرضت له الأربعة الأشهر يسيح فيها في الأرض، أي يذهب مسرحا آمنا كالسيح من الماء وهو الجاري المنبسط، ومنه قول طرفة بن العبد:
لو خفت هذا منك ما نلتني ... حتى نرى خيلا أمامي تسيح
وهذا ينبئ عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشعر من الكفار نقضا وتربصا به إلا من الطائفة المستثناة، وقال رضي الله عنهما: أول الأشهر الأربعة شوال وحينئذ نزلت الآية، وانقضاؤها عند انسلاخ الأشهر الحرم، وهو انقضاء المحرم بعد يوم الأذان [ ص: 254 ] بخمسين يوما، فكان أجل من له عهد أربعة أشهر من يوم نزول الآية، وأجل سائر المشركين خمسون ليلة من يوم الأذان. ابن عباس
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
اعترض هذا بأن الأجل لا يلزم إلا من يوم سمع، ويحتمل أن البراءة قد كانت سمعت من أول شوال، ثم كرر إشهارها مع الأذان يوم الحج الأكبر، وقال وغيره: بل أولها يوم الأذان وآخرها العشرون من ربيع الآخر، وهي الحرم، استعير لها الاسم بهذه الحرمة والأمن الخاص الذي رسمه الله وألزمه فيها، وهي أجل الجميع ممن له عهد وتحسس منه نقض، وممن لا عهد له. السدي
وقال وغيره من العلماء: "كان من الضحاك العرب من لا عهد بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة، وكان منهم من بينه وبينهم عهد وتحسس منهم النقض، وكان منهم من بينه وبينهم عهد ولم ينقضوا، فقوله تعالى: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر هو أجل ضربه لمن كان بينه وبينهم عهد وتحسس منهم نقضه، وأول هذا الأجل يوم الأذان، وآخره انقضاء العشر الأول من ربيع الآخر، وقوله تعالى: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين هو حكم مباين للأول حكم به في المشركين الذين لا عهد لهم البتة، فجاء أجل تأمينهم خمسين يوما، أولها يوم الأذان وآخرها انقضاء المحرم، وقوله: إلى الذين عاهدتم يريد به الذين لهم عهد ولم ينقضوا ولا تحسس منهم نقض، وهم -فيما روي- بنو ضمرة من كنانة ، عاهد لهم المحسر بن خويلد، وكان بقي من عهدهم يوم الأذان تسعة أشهر.
وحكى عن فرقة أنها قالت: إنما أجل الله أربعة أشهر من كان عهده ينصرم عند انقضائها أو قبله، والمعنى: فقل لهم يا الطبري محمد: سيحوا، وأما من كان له عهد يتمادى بعد الأربعة الأشهر، فهم الذين أمر الله لهم بالوفاء.
وقوله تعالى: واعلموا أنكم غير معجزي الله ، معناه: واعلموا أنكم لا تغلبون الله [ ص: 255 ] ولا تعجزونه هربا من عقابه، ثم أعلمهم بحكمه بخزي الكافرين، وذلك حتم إما في الدنيا وإما في الآخرة.
وقوله تعالى: وأذان من الله ورسوله إلى الناس الآية. و ( أذان ) معناه: إعلام وإشهار، و ( الناس ) هاهنا: عام في جميع الخلق، و ( يوم ) منصوب على الظرف، والعامل فيه ( أذان ) وإن كان قد وصف فإن رائحة الفعل باقية، وهي عاملة في الظرف، وقيل: لا يجوز ذلك إذ قد وصف المصدر فزالت عنه قوة الفعل، ويصح أن يعمل فيه فعل مضمر تقتضيه الألفاظ، وقيل: العامل فيه صفة الأذان، وقيل: العامل فيه "مخزي".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا بعيد.
"ويوم الحج الأكبر" قال ، عمر ، وابن عمر ، وغيرهم: هو يوم عرفة، وقال به وابن المسيب ، وروي عنه أيضا أنه يوم النحر، وروي ذلك عن علي رضي الله عنه وجماعة، وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبي هريرة وغيره: كان الناس يوم عرفة مفترقين إذ كانت الحمس تقف منذر بن سعيد بالمزدلفة. وكان الجمع يوم النحر بمنى، فلذلك كانوا يسمونه "الحج الأكبر" أي: من الأصغر الذي هم فيه مفترقون.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا زال في حجة رضي الله عنه لأنه لم يقف أحد أبي بكر بالمزدلفة، وقد ذكر المهدوي أن الحمس ومن اتبعها وقفوا بالمزدلفة في حجة رضي الله عنه، والذي تظاهرت به الأحاديث في هذا المعنى أن أبي بكر رضي الله عنه أذن بتلك الآية يوم عرفة إثر خطبة عليا ، ثم رأى أنه لم يعلم الناس بالإسماع فتتبعهم بالأذان بها يوم النحر، وفي ذلك اليوم بعث معه أبي بكر من يعينه بالأذان بها أبو بكر رضي الله عنه وغيره، وتتبعوا بها أيضا أسواق كأبي هريرة العرب كذي المجاز وغيره، فمن هنا يترجح قول : إن "يوم" في هذه الآية بمعنى أيام، بسبب ذلك قالت طائفة: يوم الحج الأكبر: عرفة حيث وقع أول الأذان، وقالت طائفة أخرى: هو يوم النحر حيث وقع إكمال الأذان، واحتجوا أيضا بأنه من فاته الوقوف يوم عرفة فإنه يجزيه الوقوف ليلة النحر، فليس يوم عرفة -على هذا- يوم الحج الأكبر. سفيان
[ ص: 256 ] قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا حجة في هذا، وقال : المراد أيام الحج كلها كما تقول يوم صفين ويوم الجمل يريد جميع أيامه، وقال سفيان بن عيينة يوم الحج الأكبر أيام مجاهد منى كلها، ومجامع المشركين حيث كانوا بذي المجاز وعكاظ حين نودي فيهم ألا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا كما قال عثمان حين عرض عليه زواج لعمر : إني قد رأيت ألا أتزوج يومي هذا، وكما ذكر حفصة : تقول لرجل: ما شغلك اليوم؟ وأنت تريد في أيامك هذه، واختلف لم وصف بالأكبر؟ فقال سيبويه الحسن بن أبي الحسن وعبد الله بن الحارث بن نوفل لأنه حج ذلك العام المسلمون والمشركون وصادف أيضا عيد اليهود والنصارى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف أن يصفه الله في كتابه بالكبر لهذا، وقال أيضا: إنما سمي أكبر لأنه حج فيه الحسن ونبذت فيه العهود. أبو بكر
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو القول الذي يشبه نظر الحسن، وبيانه أن ذلك اليوم كان المفتتح بالحق وإمارة الإسلام بتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبذت فيه العهود، وعز فيه الدين وذل الشرك، ولم يكن ذلك في عام ثمان حين ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج عتاب بن أسيد، [ ص: 257 ] بل كان أمر العرب على أوله، فكل حج بعد حج رضي الله عنه فمتركب عليه، فحقه لهذا أن يسمى أكبر. أبي بكر
وقال ، وغيره: الحج أكبر بالإضافة إلى الحج الأصغر وهي العمرة، وقال عطاء بن أبي رباح : بالإضافة إلى العمرة في رمضان فإنها الحج الأصغر، وقال الشعبي : الحج الأكبر: القران، والأصغر: الإفراد، وهذا ليس من الآية في شيء، وقد تقدم ما ذكره مجاهد ، ويتجه أن يوصف بالأكبر على جهة المدح لا بالإضافة إلى أصغر معين، بل يكون المعنى: الأكبر من سائر الأيام، فتأمله. منذر بن سعيد
واختصار ما تحتاج إليه هذه الآية على ما ذكر وغيره من صورة تلك الحال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح مجاهد مكة سنة ثمان، فاستعمل عليها عتاب بن أسيد، وقضى أمر حنين والطائف وانصرف إلى المدينة، فأقام بها حتى خرج إلى تبوك، ثم انصرف من تبوك في رمضان سنة تسع، فأراد الحج، ثم نظر في أن المشركين يحجون في تلك السنة ويطوفون عراة فقال: لا أريد أن أرى ذلك، فأمر رضي الله عنه على الحج بالناس وأنفذه، ثم أتبعه أبا بكر رضي الله عنه على ناقته العضباء، وأمره أن يؤذن في الناس بأربعة أشياء، وهي: علي بن أبي طالب وفي بعض الروايات: "لا يحج بعد العام مشرك، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة -وفي بعض الروايات: ولا يدخل الجنة كافر- ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته"، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أربعة أشهر يسيح فيها، فإذا انقضت فإن الله بريء من المشركين ورسوله.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأقول: إنهم كانوا ينادون بهذا كله، فهذا للذين لهم عهد وتحسس منهم نقضه، والإبقاء إلى المدة لمن لم يخبر منه نقض.
وذكر أن الطبري العرب قالت يومئذ: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من [ ص: 258 ] الطعن والضرب، فلام بعضهم بعضا وقالوا: ما تصنعون وقد أسلمت قريش؟ فأسلموا كلهم ولم يسح أحد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وحينئذ دخل الناس في دين الله أفواجا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يقرأ على الناس الأربعين آية صدر سورة براءة، وقيل: ثلاثين، وقيل: عشرين، وفي بعض الروايات: عشر آيات، وفي بعضها: تسع آيات، ذكرها عليا ، وقال النقاش سليمان بن موسى الشامي: ذلك ثمان وعشرون آية، فلحق علي رضي الله عنهما في الطريق، فقال له أبا بكر رضي الله عنه: أمير أو مأمور؟ فقال: بل مأمور، فنهضا حتى بلغا الموسم، فلما خطب أبو بكر رضي الله عنه أبو بكر بعرفة: قال: قم يا فأد رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام علي ففعل، قال: ثم وقع في نفسي أن جميع الناس لم يشاهدوا خطبة علي رضي الله عنه ، فجعلت أتتبع الفساطيط يوم النحر. أبي بكر
وقرأ جمهور الناس: "أن الله بريء" بفتح الألف على تقدير: بأن الله، وقرأ الحسن، : "إن الله" بكسر الألف على القطع، إذ الأذان في معنى القول. وقرأ جمهور الناس: "ورسوله" بالرفع على الابتداء وحذف الخبر، وتقديره: ورسوله بريء منهم ، هذا هو عند شيخنا الفقيه الأستاذ والأعرج أبي الحسن بن الباذش رحمه الله معنى العطف على الموضع، أي تؤنس بالجملة الأولى التي هي من ابتداء وخبر فعطفت عليها هذه الجملة، وقيل: هو معطوف على موضع المكتوبة قبل دخول "أن" التي لا تغير معنى الابتداء بل تؤكده و"إذ" قد قرئت بالكسر، لأنه لا يعطف على موضع [ ص: 259 ] "أن" بالفتح، وانظره فإنه مختلف في جوازه، لأن حكم "أن" رفع حكم الابتداء إلا في هذا الموضع وما أشبهه، وهذا قول ، أبي العباس وأبي علي رحمهما الله، ومذهب الأستاذ على مقتضى كلام ألا موضع لما دخلت عليه "أن" إذ هو معرب قد ظهر فيه عمل العامل، ولأنه لا فرق بين "أن" و"ليت" و"لعل"، والإجماع ألا موضع لما دخلت عليه هذه، :وقيل عطف على الضمير المرفوع الذي في "بريء" ، وحسن ذلك أن المجرور قام مقام التوكيد، كما قامت "ولا" في قوله تعالى: سيبويه ما أشركنا ولا آباؤنا . وقرأ ابن أبي إسحاق ، : "رسوله" بالنصب عطفا على لفظ المكتوبة، وبهذه الآية امتحن وعيسى بن عمر معاوية أبا الأسود حتى وضع النحو إذ جعل قارئا يقرأ بخفض "ورسوله" . والمعنى في هذه الآية: بريء من عهودهم وأديانهم براءة عامة تقتضي المحارجة وإعمال السيف.
وقوله تعالى: فإن تبتم أي: عن الكفر، ووعدهم مع شرط التوبة، وتوعدهم مع شرط التولي، وجاز أن تدخل البشارة في المكروه لما جاء مصرحا به مرفوع الإشكال.