قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_30965_31791_32341_32355_32365_33134_33143_34199_34202_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا nindex.php?page=treesubj&link=30549_31791_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث [ ص: 545 ] الله بشرا رسولا nindex.php?page=treesubj&link=30549_31791_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا
قال المفسرون: "الزخرف": الذهب في هذا الموضع، والزخرف: ما تزين به، كان بذهب أو غيره، ومنه:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود "أو يكون لك بيت من ذهب". وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93في السماء يريد: في الهواء علوا،
والعرب تسمي الهواء علوا سماء، لأنه في حيز السمو، ويحتمل أن يريدوا السماء المعروفة، وهو الظاهر; لأنه أعلمهم أن إله الخلق فيها، وأنه يأتيه خبرها. و"ترقى" معناه: تصعد، والرقي: الصعود.
ويروى أن قائل هذه المقالة هو
عبد الله بن أبي أمية، فإنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب - أراد هنا كتابه- فيه: من الله عز وجل إلى
عبد الله بن أبي أمية. وروي أن جماعتهم طلبت هذا النحو منه، فأمره الله تعالى أن يقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93سبحان ربي ، أي: تنزيها له من الإتيان مع الملائكة قبيلا، ومن أن يخاطبكم بكتاب كما أردتم، ومن أن أقترح أنا عليه هذه الأشياء، وهل أنا إلا بشر منكم أرسلت إليكم بالشريعة، فإنما علي التبليغ فقط. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر : "قال سبحان ربي"، على معنى الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سبح عند قولهم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94وما منع الناس أن يؤمنوا . هذه الآية على معنى التوبيخ والتلهف من النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه يقول متعجبا منهم: ما شاء الله كان، ما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا هذه العلة النزرة واستبعاد الذي لا يستند إلى حجة، وبعثة البشر رسلا غير بدع ولا غريب، فبها يقع الإفهام والتمكن من النظر، كما لو كان في الأرض ملائكة يسكنونها "مطمئنين" أي: وادعين فيها مقيمين لكان الرسول إليهم من الملائكة، ليقع الإفهام، وأما البشر فلو بعث إليهم ملك لنفرت طباعهم من رؤيته، ولم تحتمله أبصارهم، ولا تجلدت له قلوبهم، وإنما الله أجرى أحوالهم على معتادها.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=28861_30549_30965_31791_32341_32355_32365_33134_33143_34199_34202_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا nindex.php?page=treesubj&link=30549_31791_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ [ ص: 545 ] اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا nindex.php?page=treesubj&link=30549_31791_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=95قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولا
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: "الزُّخْرُفَ": الذَّهَبُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَالزُّخْرُفُ: مَا تُزُيِّنُ بِهِ، كَانَ بِذَهَبٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَمِنْهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا ، وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ "أَوْ يَكُونُ لَكَ بَيْتٌ مِنْ ذَهَبٍ". وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93فِي السَّمَاءِ يُرِيدُ: فِي الْهَوَاءِ عُلُوًّا،
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْهَوَاءَ عُلُوًّا سَمَاءً، لِأَنَّهُ فِي حَيِّزِ السُّمُوِّ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدُوا السَّمَاءَ الْمَعْرُوفَةَ، وَهُوَ الظَّاهِرُ; لِأَنَّهُ أَعْلَمَهُمْ أَنَّ إِلَهَ الْخَلْقِ فِيهَا، وَأَنَّهُ يَأْتِيهِ خَبَرُهَا. وَ"تَرْقَى" مَعْنَاهُ: تَصْعَدُ، وَالرُّقِيُّ: الصُّعُودُ.
وَيُرْوَى أَنَّ قَائِلَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ هُوَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، فَإِنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَا نُؤْمِنُ لَكَ حَتَّى تَأْتِيَنَا بِكُتَّابٍ - أَرَادَ هُنَا كِتَابَهُ- فِيهِ: مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ. وَرُوِيَ أَنَّ جَمَاعَتَهُمْ طَلَبَتْ هَذَا النَّحْوَ مِنْهُ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَقُولَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93سُبْحَانَ رَبِّي ، أَيْ: تَنْزِيهًا لَهُ مِنَ الْإِتْيَانِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا، وَمِنْ أَنْ يُخَاطِبَكُمْ بِكِتَابٍ كَمَا أَرَدْتُمْ، وَمِنْ أَنْ أَقْتَرِحَ أَنَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ، وَهَلْ أَنَا إِلَّا بِشَرٌ مِنْكُمْ أُرْسِلُتُ إِلَيْكُمْ بِالشَّرِيعَةِ، فَإِنَّمَا عَلَيَّ التَّبْلِيغُ فَقَطْ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ : "قَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ"، عَلَى مَعْنَى الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَبَّحَ عِنْدَ قَوْلِهِمْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=94وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا . هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى مَعْنَى التَّوْبِيخِ وَالتَّلَهُّفِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ يَقُولُ مُتَعَجِّبًا مِنْهُمْ: مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا هَذِهِ الْعِلَّةُ النَّزِرَةُ وَاسْتِبْعَادُ الَّذِي لَا يَسْتَنِدُ إِلَى حُجَّةٍ، وَبِعْثَةُ الْبَشَرِ رُسُلًا غَيْرُ بِدَعٍ وَلَا غَرِيبٍ، فَبِهَا يَقَعُ الْإِفْهَامُ وَالتَّمَكُّنُ مِنَ النَّظَرِ، كَمَا لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَسْكُنُونَهَا "مُطْمَئِنِّينَ" أَيْ: وَادِعِينَ فِيهَا مُقِيمِينَ لَكَانَ الرَّسُولُ إِلَيْهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، لِيَقَعَ الْإِفْهَامُ، وَأَمَّا الْبَشَرُ فَلَوْ بُعِثَ إِلَيْهِمْ مَلَكٌ لَنَفَرَتْ طِبَاعُهُمْ مِنْ رُؤْيَتِهِ، وَلَمْ تَحْتَمِلْهُ أَبْصَارُهُمْ، وَلَا تَجَلَّدَتْ لَهُ قُلُوبُهُمْ، وَإِنَّمَا اللَّهُ أَجْرَى أَحْوَالَهُمْ عَلَى مُعْتَادِهَا.