قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_32415_32433_32446_33679_34252_34255_34276_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى nindex.php?page=treesubj&link=28659_32415_32438_32445_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى nindex.php?page=treesubj&link=30337_32405_34099_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31780_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى
انظر هذه الأشياء التي ذكرها
موسى عليه السلام ، هي مما تقضي بداية العقول أن
فرعون وكل بشر بعيد منها; لأنه لو قال: هو الرازق القادر المريد العالم ونحوه من العبارات لأمكن
فرعون أن يغالط ويقول: أنا أفعل هذا كله، فإنما أتاه
موسى عليه السلام بصفات لا يمكن
فرعون أن يقول: إن ذلك له.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : "مهادا" بكسر الميم وبألف، و "المهاد" هو جمع مهد، وقيل: هو اسم مفرد كفرش وفراش، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "مهدا" بفتح الميم وسكون الهاء، وقوله: "سلك" بمعنى: نهج ولحب، و "السبل": الطرق. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به يحتمل أن يكون كلام
موسى عليه السلام ، على تقدير: يقول الله عز وجل: "فأخرجنا"، ويحتمل أن يكون كلام
موسى تم عند قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وأنزل من السماء ماء ثم وصل الله تعالى كلام
موسى بإخباره
لمحمد صلى الله عليه وسلم، والمراد الخلق أجمع بهذه الآيات المنبه عليها. و "الأزواج" بمعنى: الأنواع، وقوله: "شتى" نعت للأزواج، أي: مختلفات.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كلوا وارعوا أنعامكم بمعنى هي صالحة أن يؤكل منها وترعى الغنم فيها، فأخرج العبارة في صيغة الأمر; لأنه أوحى الأفعال وأهدأها للنفوس، و "النهى" جمع نهية، والنهية: العقل الناهي عن القبائح.
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55منها خلقناكم ، أي: من الأرض، وهذا من حيث خلق
آدم عليه السلام من تراب، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وفيها نعيدكم يريد: بالموت والدفن أو الفناء كيف كان، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55ومنها نخرجكم يريد: بالبعث يوم القيامة.
[ ص: 102 ] وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا إخبار من الله تعالى
لمحمد صلى الله عليه وسلم عن
فرعون ، وهذا يؤيد أن الكلام من قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فأخرجنا به إنما هو خطاب
لمحمد صلى الله عليه وسلم، وقوله: "كلها" عائد على الآيات التي رآها، لا أنه رأى كل آية لله، وإنما المعنى أن الله أراه آيات ما، وهي العصا واليد والطمسة وغير ذلك، وكان رؤيته لهذه الآيات مستوعبة، يرى كلها كاملة، كأنه قال: "لقد أريناه آياتنا بكمالها"، وأضاف الآيات إلى ضمير العظمة تشريفا لها. وقوله تعالى: "وأبى" يقتضي تكسب
فرعون ، وهذا هو الذي يتعلق به الثواب والعقاب.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=32022_32415_32433_32446_33679_34252_34255_34276_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمُ فِيهَا سُبُلا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنَ نَبَاتٍ شَتَّى nindex.php?page=treesubj&link=28659_32415_32438_32445_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى nindex.php?page=treesubj&link=30337_32405_34099_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31780_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى
انْظُرْ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الَّتِي ذَكَرَهَا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، هِيَ مِمَّا تَقْضِي بِدَايَةُ الْعُقُولِ أَنَّ
فِرْعَوْنَ وَكُلَّ بَشَرٍ بَعِيدٌ مِنْهَا; لَأَنَّهُ لَوْ قَالَ: هُوَ الرَّازِقُ الْقَادِرُ الْمُرِيدُ الْعَالِمْ وَنَحْوَهُ مِنَ الْعِبَارَاتِ لَأَمْكَنَ
فِرْعَوْنَ أَنْ يُغَالِطَ وَيَقُولَ: أَنَا أَفْعَلُ هَذَا كُلَّهُ، فَإِنَّمَا أَتَاهُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِصِفَاتٍ لَا يُمْكِنُ
فِرْعَوْنَ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ ذَلِكَ لَهُ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ : "مِهَادًا" بِكَسْرِ الْمِيمِ وَبِأَلْفٍ، وَ "الْمِهَادُ" هُوَ جَمْعُ مَهْدٍ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمٌ مُفْرَدٌ كَفَرْشِ وَفِرَاشِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "مَهْدًا" بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْهَاءِ، وَقَوْلُهُ: "سَلَكَ" بِمَعْنَى: نَهَجَ وَلَحَبَ، وَ "السُّبُلُ": الطُّرُقُ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا بِهِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَلَامُ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَلَى تَقْدِيرِ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "فَأَخْرَجْنَا"، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَلَامُ
مُوسَى تَمَّ عِنْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ثُمْ وَصَلَ اللَّهُ تَعَالَى كَلَامَ
مُوسَى بِإِخْبَارِهِ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ الْخُلُقُ أَجْمَعُ بِهَذِهِ الْآيَاتِ الْمُنَبَّهِ عَلَيْهَا. وَ "الْأَزْوَاجُ" بِمَعْنَى: الْأَنْوَاعُ، وَقَوْلُهُ: "شَتَّى" نَعْتٌ لِلْأَزْوَاجِ، أَيْ: مُخْتَلِفَاتٌ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=54كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ بِمَعْنَى هِيَ صَالِحَةٌ أَنْ يُؤْكَلَ مِنْهَا وَتَرْعَى الْغَنَمُ فِيهَا، فَأَخْرَجَ الْعِبَارَةَ فِي صِيغَةِ الْأَمْرِ; لَأَنَّهُ أَوْحَى الْأَفْعَالِ وَأَهْدَأَهَا لِلنُّفُوسِ، وَ "النُّهَى" جَمْعُ نُهْيَةٍ، وَالنُّهْيَةُ: الْعَقْلُ النَّاهِي عَنِ الْقَبَائِحِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ ، أَيْ: مِنَ الْأَرْضِ، وَهَذَا مِنْ حَيْثُ خَلَقَ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ تُرَابٍ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ يُرِيدُ: بِالْمَوْتِ وَالدَّفْنِ أَوِ الْفَنَاءِ كَيْفَ كَانَ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=55وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ يُرِيدُ: بِالْبَعْثِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
[ ص: 102 ] وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
فِرْعَوْنَ ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=53فَأَخْرَجْنَا بِهِ إِنَّمَا هُوَ خِطَابٌ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَوْلُهُ: "كُلَّهَا" عَائِدٌ عَلَى الْآيَاتِ الَّتِي رَآهَا، لَا أَنَّهُ رَأَى كُلَّ آيَةٍ لِلَّهِ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ أَرَاهُ آيَاتٍ مَا، وَهِيَ الْعَصَا وَالْيَدُ وَالطَّمْسَةُ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَكَانَ رُؤْيَتُهُ لِهَذِهِ الْآيَاتِ مُسْتَوْعِبَةً، يَرَى كُلَّهَا كَامِلَةً، كَأَنَّهُ قَالَ: "لَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا بِكَمَالِهَا"، وَأَضَافَ الْآيَاتِ إِلَى ضَمِيرِ الْعَظَمَةِ تَشْرِيفًا لَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "وَأَبَى" يَقْتَضِي تَكَسُّبَ
فِرْعَوْنَ ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِهِ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ.