قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_30339_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29690_30377_30379_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا nindex.php?page=treesubj&link=32410_34091_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما nindex.php?page=treesubj&link=25987_28723_30350_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما
المعنى: يوم ننسف الجبال يتبع الخلائق داعي الله تعالى إلى المحشر، وهذا نحو قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مهطعين إلى الداع . وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108لا عوج له يحتمل أن يريد الإخبار به، أي: لا شك فيه، ولا يخالف وجوده خبره، ويحتمل أن يريد: لا محيد لأحد عن اتباعه، والمشي نحو صوته. و "الخشوع": التطامن والتواضع، وهو في الأصوات استعارة بمعنى الخفاء والاستسرار، ومعنى: "للرحمن": لهيبته وهول مطلع قدرته. و "الهمس": الصوت الخفي الخافت، وقد يحتمل أن يريد "بالهمس المسموع" تخافتهم بينهم وكلامهم السر، ويحتمل أن يريد صوت الأقدام، وأن أصوات النطق ساكنة.
و "من" في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109إلا من أذن له الرحمن يحتمل أن يكون الاستثناء متصلا، ويكون "من" في موضع نصب يراد بها المشفوع له، فكأن المعنى: إلا من أذن له الرحمن في أن يشفع له، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا على تقدير: لكن من أذن له الرحمن يشفع، فـ "من" في موضع نصب بالاستثناء، ويصح أن يكون في موضع رفع، كما يجوز الوجهان في قولك: "ما في الدار أحد إلا حمارا، وإلا حمار"، والنصب أوجه، و "من" - على هذه التأويلات - للشافع، ويحتمل أن تكون للمشفوع فيه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، قالت فرقة: يريد الملائكة، وقالت فرقة: يريد خلقه أجمع، وقد تقدم القول في ترتيب ما بين اليد وما خلفه في غير
[ ص: 135 ] موضع، على أن جماعة من المفسرين قالوا في هذه الآية: ما خلفهم: الدنيا، وما بين أيديهم: أمر الآخرة والثواب والعقاب، وهذا بأن يعرضها حالة وقوف حتى يجعلها كالأجرام، وأما إن قدرناها في نسق الزمان فالأمر على العكس بحكم ما بيناه قبل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وعنت الوجوه معناه: ذلت، والعاني: الأسير، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أمر النساء:
nindex.php?page=hadith&LINKID=663453هن عوان عندكم ، وهذه حالة الناس يوم القيامة. قال
طلق بن حبيب : أراد تعالى سجود الناس على الوجوه والآراب السبعة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
إن كان روي هذا أن الناس يوم القيامة سجودا، وجعل هذه الآية إخبارا فقوله مستقيم، وإن كان أراد سجود الدنيا فإنه أفسد المعنى، و "القيوم" بناء مبالغة من قيامه عز وجل على كل شيء بما يجب فيه. و "خاب" معناه: لم ينجح ولا ظفر بمطلوبه، و "الظلم" يعم الشرك والمعاصي، وخيبة كل حامل بقدر ما حمل من الظلم، فخيبة المشرك على الإطلاق، وخيبة العاصي مقيدة بوقت وحد في العقوبة.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=28723_30296_30339_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا nindex.php?page=treesubj&link=28723_29690_30377_30379_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا nindex.php?page=treesubj&link=32410_34091_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا nindex.php?page=treesubj&link=25987_28723_30350_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا
الْمَعْنَى: يَوْمَ نَنْسِفُ الْجِبَالَ يَتْبَعُ الْخَلَائِقُ دَاعِيَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى الْمَحْشَرِ، وَهَذَا نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=8مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ . وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108لا عِوَجَ لَهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ الْإِخْبَارَ بِهِ، أَيْ: لَا شَكَّ فِيهِ، وَلَا يُخَالِفُ وُجُودُهُ خَبَرَهُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ: لَا مَحِيدَ لِأَحَدٍ عَنِ اتِّبَاعِهِ، وَالْمَشْيِ نَحْوَ صَوْتِهِ. وَ "الْخُشُوعُ": التَّطَامُنُ وَالتَّوَاضُعُ، وَهُوَ فِي الْأَصْوَاتِ اسْتِعَارَةٌ بِمَعْنَى الْخَفَاءِ وَالِاسْتِسْرَارِ، وَمَعْنَى: "لِلرَّحْمَنِ": لِهَيْبَتِهِ وَهَوْلِ مَطْلَعِ قُدْرَتِهِ. وَ "الْهَمْسُ": الصَّوْتُ الْخَفِيُّ الْخَافِتُ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ "بِالْهَمْسِ الْمَسْمُوعِ" تَخَافُتَهُمْ بَيْنَهُمْ وَكَلَامَهُمُ السِّرَّ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ صَوْتَ الْأَقْدَامِ، وَأَنَّ أَصْوَاتَ النُّطْقِ سَاكِنَةٌ.
و "مَنْ" فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=109إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِثْنَاءُ مُتَّصِلًا، وَيَكُونُ "مَنْ" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ يُرَادُ بِهَا الْمَشْفُوعُ لَهُ، فَكَأَنَّ الْمَعْنَى: إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ فِي أَنْ يَشْفَعَ لَهُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعًا عَلَى تَقْدِيرِ: لَكِنَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ يَشْفَعُ، فَـ "مَنْ" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالِاسْتِثْنَاءِ، وَيَصِحُّ أَنْ يَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، كَمَا يَجُوزُ الْوَجْهَانِ فِي قَوْلِكَ: "مَا فِي الدَّارِ أَحَدٌ إِلَّا حِمَارًا، وَإِلَّا حِمَارٌ"، وَالنُّصْبُ أَوْجَهُ، و "مَنْ" - عَلَى هَذِهِ التَّأْوِيلَاتِ - لِلشَّافِعِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لِلْمَشْفُوعِ فِيهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=110يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ، قَالَتْ فِرْقَةٌ: يُرِيدُ الْمَلَائِكَةَ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: يُرِيدُ خَلْقَهُ أَجْمَعَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي تَرْتِيبٍ مَا بَيْنَ الْيَدِ وَمَا خَلْفَهُ فِي غَيْرِ
[ ص: 135 ] مَوْضِعٍ، عَلَى أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: مَا خَلْفَهُمُ: الدُّنْيَا، وَمَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: أَمْرُ الْآخِرَةِ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، وَهَذَا بِأَنْ يَعْرِضَهَا حَالَةَ وُقُوفٍ حَتَّى يَجْعَلَهَا كَالْأَجْرَامِ، وَأَمَّا إِنْ قَدَّرْنَاهَا فِي نَسَقِ الزَّمَانِ فَالْأَمْرُ عَلَى الْعَكْسِ بِحُكْمِ مَا بَيَّنَاهُ قَبْلُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=111وَعَنَتِ الْوُجُوهُ مَعْنَاهُ: ذَلَّتْ، وَالْعَانِي: الْأَسِيرُ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=663453هُنَّ عِوَانٍ عِنْدَكُمْ ، وَهَذِهِ حَالَةُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ
طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ : أَرَادَ تَعَالَى سُجُودَ النَّاسِ عَلَى الْوُجُوهِ وَالْآرَابِ السَّبْعَةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
إِنْ كَانَ رُوِيَ هَذَا أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سُجُودًا، وَجَعَلَ هَذِهِ الْآيَةَ إِخْبَارًا فَقَوْلُهُ مُسْتَقِيمٌ، وَإِنْ كَانَ أَرَادَ سُجُودَ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ أَفْسَدَ الْمَعْنَى، وَ "الْقَيُّومُ" بِنَاءُ مُبَالِغَةٍ مِنْ قِيَامِهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِمَا يَجِبُ فِيهِ. وَ "خَابَ" مَعْنَاهُ: لَمْ يَنْجَحْ وَلَا ظَفِرَ بِمَطْلُوبِهِ، وَ "الظُّلْمُ" يَعُمُ الشِّرْكَ وَالْمَعَاصِي، وَخَيْبَةُ كُلِّ حَامِلٍ بِقَدْرِ مَا حَمَلَ مِنَ الظُّلْمِ، فَخَيْبَةُ الْمُشْرِكِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَخَيْبَةُ الْعَاصِي مُقَيَّدَةٌ بِوَقْتٍ وَحَدٍّ فِي الْعُقُوبَةِ.