[ ص: 237 ] ولما ذكر تعالى ما هم عليه من الكفر، ذكر ما يعجب [معه] منه فقال: وما أي هم على ذلك والحال أن موجب إيمانهم موجود، وذلك أنك - مع دعائهم إلى الطريق الأقوم وإيتانك عليه بأوضح الدلائل ما تسألهم عليه أي هذا الكتاب الذي أوحيناه إليك، وأعرق في النفي فقال: من أجر حتى يكون سؤالك سببا لأن يتهموك أو يقولوا: لولا أنزل عليه كنز ليستغني به عن سؤالنا.
ولما نفى عنهم سؤالهم الأجر، نفى عن هذا الذكر كل غرض دنيوي فقال: إن هو أي هذا الكتاب إلا ذكر أي تذكير وشرف للعالمين قال : والذكر: حضور المعنى للنفس، والعالم: جماعة الحيوان الكثيرة التي من شأنها أن تعلم، لأنه أخذ من العلم، وفيه معنى التكثير، وقد يقال: عالم الفلك وما حواه على طريق التبع للحيوان الذي ننتفع به وهو مجعول لأجله. الرماني