[ ص: 113 ] nindex.php?page=treesubj&link=28862سورة بني إسرائيل:
اعلم أن هذه السورة والأربع بعدها من قديم ما أنزل.
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء: " [هن] 2 من العتاق الأول، وهن من تلادي"3، وهذا وجه في ترتيبها، وهو اشتراكها في قدم النزول، وكونها مكيات، وكلها مشتملة على القصص.
وقد ظهر لي في
nindex.php?page=treesubj&link=28880وجه اتصالها بسورة النحل: أنه سبحانه لما قال في آخر النحل:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=124إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه "النحل: 124" فسر في هذه [السورة] 5 شريعة أهل السبت وشأنهم، فذكر فيها جميع ما شرع لهم في التوراة، كما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال: " [إن] 6 التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل "7، وذكر عصيانهم وإفسادهم، وتخريب مسجدهم، ثم ذكر استفزازهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وإرادتهم إخراجه من
المدينة، ثم ذكر سؤالهم إياه عن الروح، ثم ختم السورة بآيات
موسى التسع، وخطابه مع فرعون، وأخبر أن [فرعون أراد أن يستفزهم من الأرض، فأهلك، وورث بنو إسرائيل من بعده، وفي ذلك تعريض بهم، أنهم كما استفزوا النبي] 1 -صلى الله عليه وسلم- ليخرجوه من
المدينة هو وأصحابه كنظير ما وقع لهم مع فرعون لما استفزهم، و [قد] 2 وقع ذلك أيضا.
ولما كانت هذه السورة مصدرة بقصة تخريب المسجد الأقصى أسري
بالمصطفى إليه، تشريفا له بحلول ركابه الشريف، فلله الحمد على ما ألهم.
[ ص: 113 ] nindex.php?page=treesubj&link=28862سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ:
اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ وَالْأَرْبَعَ بَعْدَهَا مِنْ قَدِيمِ مَا أُنْزِلَ.
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالْكَهْفِ، وَمَرْيَمَ، وَطه، وَالْأَنْبِيَاءِ: " [هُنَّ] 2 مِنَ الْعَتَاقِ الْأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادَيْ"3، وَهَذَا وَجْهٌ فِي تَرْتِيبِهَا، وَهُوَ اشْتِرَاكُهَا فِي قِدَمِ النُّزُولِ، وَكَوْنِهَا مَكِّيَّاتٍ، وَكُلُّهُا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى الْقِصَصِ.
وَقَدْ ظَهَرَ لِي فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28880وَجْهِ اتِّصَالِهَا بِسُورَةِ النَّحْلِ: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لِمَّا قَالَ فِي آخِرِ النَّحْلِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=124إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ "النَّحْلُ: 124" فَسَّرَ فِي هَذِهِ [السُّورَةِ] 5 شَرِيعَةَ أَهْلِ السَّبْتَ وَشَأْنَهُمْ، فَذَكَرَ فِيهَا جَمِيعَ مَا شَرَعَ لَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ، كَمَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: " [إِنَّ] 6 التَّوْرَاةَ كُلَّهَا فِي خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً مِنْ سُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ "7، وَذِكْرُ عِصْيَانِهِمْ وَإِفْسَادِهِمْ، وَتَخْرِيبِ مَسْجِدِهِمْ، ثُمَّ ذَكَرَ اسْتِفْزَازَهُمْ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِرَادَتَهُمْ إِخْرَاجَهُ مِنَ
الْمَدِينَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ سُؤَالَهُمْ إِيَّاهُ عَنِ الرُّوحِ، ثُمَّ خَتَمَ السُّورَةَ بِآيَاتِ
مُوسَى التِّسْعِ، وَخِطَابُهُ مَعَ فِرْعَوْنَ، وَأَخْبَرَ أَنَّ [فِرْعَوْنَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ، فَأُهْلِكَ، وَوَرِثَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِهِ، وَفِي ذَلِكَ تَعْرِيضٌ بِهِمْ، أَنَّهُمْ كَمَا اسْتَفَزُّوا النَّبِيَّ] 1 -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُخْرِجُوهُ مِنَ
الْمَدِينَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ كَنَظِيرِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مَعَ فِرْعَوْنَ لَمَّا اسْتَفَزَّهُمْ، وَ [قَدْ] 2 وَقَعَ ذَلِكَ أَيْضًا.
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ مُصَدَّرَةً بِقِصَّةِ تَخْرِيبِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أُسْرِيَ
بِالْمُصْطَفَى إِلَيْهِ، تَشْرِيفًا لَهُ بِحُلُولِ رِكَابِهِ الشَّرِيفِ، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَلْهَمَ.