سورة الكوثر والكافرون
...
سورة الكوثر:
قال الإمام فخر الدين: هي كالمقابلة للتي قبلها; لأن السابقة وصف الله سبحانه فيها المنافقين بأربعة أمور: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة، وذكر في هذه السورة في مقابلة البخل: إنا أعطيناك الكوثر "1" أي: الخير الكثير، وفي مقابلة ترك الصلاة فصل "2" أي: دم عليها، وفي مقابلة الرياء: لربك "2" أي: لرضاه، لا للناس، وفي مقابلة منع الماعون: وانحر "2" وأراد به: التصدق بلحوم الأضاحي، قال: فاعتبر هذه المناسبة العجيبة.
[ ص: 159 ] سورة الكافرون:
أقول: وجه اتصالها بما قبلها: أنه تعالى لما قال: فصل لربك "الكوثر: 2" أمره أن يخاطب الكافرين بأنه لا يعبد إلا ربه، ولا يعبد ما يعبدون، وبالغ في ذلك فكرر، وانفصل منهم على أن لهم دينهم وله دينه.