الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            : وسادسها كونه ( داخل المسجد ) للاتباع وإن وسع حتى بلغ طرف الحرم أو حال حائل بين الطائف والبيت كالسواري أو طاف على سطح المسجد وإن ارتفع على البيت كالصلاة على جبل أبي قبيس مع ارتفاعه عن البيت ، وهذا هو المعتمد وإن فرق بأن المقصود في الصلاة جهة بنائها ، فإذا علا كان مستقبلا ، والمقصود في الطواف نفس بنائها فإذا علا لم يكن طائفا به ، فلو طاف خارج المسجد ولو بالحرم لم يصح .

                                                                                                                            نعم لو زيد فيه حتى بلغ الحل فطاف فيه في الحل لم يصح كما هو القياس في المهمات ، { وأول من وسع المسجد النبي صلى الله عليه وسلم واتخذ له جدارا ، ثم عمر رضي الله عنه بدور اشتراها وزادها فيه واتخذ له جدارا دون القامة ، ثم وسعه عثمان رضي الله عنه واتخذ له الأروقة ، ثم وسعه عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ثم الوليد بن عبد الملك ثم المنصور ثم المهدي } ، وعليه استقر بناؤه إلى وقتنا كذا في الروضة وغيرها ، واعترض بأن عبد الملك وسعه قبل ولده وبأن المأمون زاد فيه بعد المهدي ، وبما تقرر أولا يعلم أن أل في كلام المصنف للعهد الذهني : أي الموجود الآن أو حال الطواف لا ما كان في زمنه صلى الله عليه وسلم فقط .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وإن وسع حتى بلغ طرف الحرم ) خرج به ما لو وسع إلى الحل كما يأتي ( قوله : نعم لو زيد فيه ) أي المسجد ( قوله : واعترض ) أي على الروضة وغيرها




                                                                                                                            الخدمات العلمية