الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( و ) سادسها ( أن يقرب من البيت ) لشرفه ; ولأنه أيسر في الاستلام والتقبيل ، قال الماوردي : والاحتياط الإبعاد عن البيت بقدر ذراع ، والكرماني بقدر ثلاث خطوات ليأمن الطواف على الشاذروان ، ونقل بعضهم عن الأصحاب أنه يبعد بأربع خطوات وهو غريب ، وكان ذلك كله عند عدم ظهور الشاذروان أما حين ظهوره فلا احتياط كما هو ظاهر ، ومحل استحباب القرب من البيت ما لم يتأذ أو يؤذ بالزحام وإلا فالبعد أولى .

                                                                                                                            ومن ثم ندب له ترك الاستلام والتقبيل حينئذ ، وقول الإمام إلا في ابتداء الطواف أو آخره فأحب له الاستلام ولو بالزحام مراده خلافا لما وهم فيه الإسنوي الزحام اليسير الذي لا تأذي فيه ولا إيذاء فيتوقاه إلا في ابتداء الطواف أو آخره .

                                                                                                                            ويسن للأنثى والخنثى أن لا يقربا في حال طواف الذكور بل يكون كل منها في حاشية المطاف بحيث لا تحصل مخالطتهم ( فلو ) ( فات الرمل بالقرب ) من البيت ( لزحمة ) أو نحوها ولم يرج فرجة مع القرب يرمل فيها لو انتظر ( فالرمل مع بعد ) عنه إلى حاشية المطاف ( أولى ) ; لأنه متعلق بنفس العبادة والقرب متعلق بمكانها والمتعلق بنفسها أولى كما أن الجماعة في البيت أولى من الانفراد في المسجد ، وبحث الزركشي أن البعد الموجب للطواف من وراء زمزم والمقام مكروه فترك الرمل أولى من ارتكابه ، فإن رجا فرجة وقف ليرمل فيها إن لم يؤذ أحدا بوقوفه فيها ( إلا أن يخاف صدم النساء ) بأن كن في حاشية المطاف ( فالقرب بلا رمل أولى ) من البعد مع الرمل لئلا ينتقض طهره ، وكذا لو كان بالقرب أيضا نساء وتعذر الرمل في جميع المطاف لخوف لمسهن فترك الرمل أولى .

                                                                                                                            ويسن أن يتحرك في مشيه ويرى من نفسه أنه لو أمكنه الرمل كما في العدو في السعي .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : أن لا يقربا ) هو بضم الراء من قرب من كذا وبفتحها من قربه بكسر الراء متعديا ، والتقدير على الأول ألا يقربا منه ، وعلى الثاني أن لا يقرباه




                                                                                                                            الخدمات العلمية