الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ويستحب للجنب إذا أراد النوم ، أو الأكل ، أو الوطء ثانيا : أن يغسل فرجه ، ويتوضأ ) إذا أراد الجنب النوم : استحب له غسل فرجه ووضوءه مطلقا ، على الصحيح من المذهب . وعليه الأصحاب . وعنه يستحب ذلك للرجل فقط . قال ابن رجب في شرح البخاري : هذا المنصوص عن أحمد . وقال الشيخ تقي الدين : في كلام أحمد ما ظاهره وجوبه . فعلى القول بالاستحباب : يكره تركه على الصحيح من المذهب ، نص عليه . وقيل : لا يكره ، واختاره القاضي . [ ص: 261 ] وإذا أراد الأكل ، وكذا الشرب : استحب له غسل فرجه ووضوءه قبله على الصحيح من المذهب مطلقا . وعليه الأصحاب . وعنه يستحب للرجل فقط وعنه يغسل يده ويتمضمض فقط . وعلى كل قول : لا يكره تركه على الصحيح من المذهب مطلقا ، نص عليه ، قاله ابن عبيدان ، وصاحب الفروع ، وغيرهما ، وقدمه في الرعاية . وقيل : يكره . صححه ابن تميم . وإذا أراد معاودة الوطء استحب له غسل فرجه ووضوءه على الصحيح من المذهب مطلقا . وعليه الأصحاب . وعنه يستحب للرجل فقط . ذكره ابن تميم . وعليها لا يكره تركه على الصحيح من المذهب ، نص عليه ، قال في الفروع : لا يكره في المنصوص ، وقدمه في الرعاية . وقيل يكره . وصححه ابن تميم .

تنبيه : الحائض والنفساء بعد انقطاع الدم كالجنب ، وقبل انقطاعه لا يستحب لهما الوضوء لأجل الأكل والنوم . قاله الأصحاب . وقال في مجمع البحرين : قلت : واستحباب غسل جنابتها ، وهي حائض عند الجمهور : يشعر باستحباب وضوئها للنوم هنا . فوائد منها : لو أحدث بعد الوضوء : لم يعده في ظاهر كلامهم ، لتعليلهم بخفة الحدث ، أو بالنشاط . قاله في الفروع . وقال : وظاهر كلام الشيخ تقي الدين : أنه يعيده ، حتى يبيت على إحدى الطهارتين . وقال { لا تدخل الملائكة بيتا فيه جنب } وهو حديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والدارقطني . وقال في الفائق بعد أن ذكر الاستحباب في الثلاثة والوضوء هنا لا يبطل بالنوم . ومنها : غسله عند كل مرة أفضل . قلت : فيعايى بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية