الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3037 19 - حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا مخلد، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتابعه أبو عاصم، عن ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " نادى جبريل عليه الصلاة والسلام". ومحمد بن سلام باللام المشددة، ومخلد، بفتح الميم واللام وسكون الخاء المعجمة، ابن يزيد، من الزيادة، مر في الجمعة، وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.

                                                                                                                                                                                  وأورد البخاري هذا الحديث من طريقين: أحدهما موصول، وهو إلى قوله: " وتابعه"، والثاني معلق وهو من قوله: " وتابعه أبو عاصم.." إلى آخره، وقد وصله في الأدب عن عمرو بن علي، عن أبي عاصم، وساقه على لفظه هناك، قيل: هو أحد المواضع التي يستدل بها على أنه قد يعلق عن بعض مشايخه ما هو عنده بواسطة; لأن أبا عاصم من شيوخه يروي عنه كثيرا في الكتاب، وقال الطوفي: ذكر البخاري الحب في كتابه ولم يذكر البغض، وهو في رواية غيره: وإذا أبغض عبدا نادى جبريل عليه الصلاة والسلام، إني أبغض فلانا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه، ثم يوضع له البغض في الأرض. (قلت): هذا أخرجه الإسماعيلي من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ويوضع له القبول في الأرض" يعني: عند أكثر من يعرفه من المؤمنين، ويبقى له ذكر صالح، ويقال: معناه: يلقي في قلوب أهلها محبته مادحين مثنين عليه.

                                                                                                                                                                                  وفيه أن كل من هو محبوب القلوب، فهو محبوب الله بحكم عكس القضية.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية