الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3042 24 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا جرير، ح وحدثنا إسحاق، قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي، قال: سمعت حميد بن هلال، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى غبار ساطع في سكة بني غنم، زاد موسى: موكب جبريل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " موكب جبريل عليه الصلاة والسلام". وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وجرير هو ابن حازم، أبو النصر الأزدي البصري، وإسحاق هو ابن راهويه، ووهب بن جرير يروي عن أبيه جرير بن حازم المذكور، وروى هذا الحديث من طريقين؛ الأول: عن موسى عن جرير عن حميد عن أنس. والثاني: عن إسحاق، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن حميد بن هلال بن هبيرة العدوي أبو نصر البصري.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي، عن موسى بن إسماعيل أيضا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " في سكة بني غنم" السكة بكسر السين المهملة وتشديد الكاف؛ الزقاق، وبني غنم بفتح الغين المعجمة وسكون النون؛ بطن من الخزرج، وهم من ولد غنم بن مالك بن النجار، منهم أبو أيوب الأنصاري وآخرون، وقال بعضهم: ووهم من زعم أن المراد هنا ببني غنم حي من بني تغلب بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الغين المعجمة، فإن أولئك لم يكونوا يومئذ بالمدينة. انتهى.

                                                                                                                                                                                  (قلت): أراد بهذا الحط على الكرماني، فإن القائل به هو الكرماني.

                                                                                                                                                                                  قوله: " زاد موسى" هو موسى بن إسماعيل المذكور، وأراد بهذا أن موسى زاد في المتن هذه الزيادة، وقد أوصلها البخاري في المغازي عنه. قوله: " موكب جبريل" عليه الصلاة والسلام، قال الكرماني: هو منصوب بنزع الخافض. (قلت): الأولى أن يقال: منصوب بفعل محذوف تقديره: انظر موكب جبريل، ونحو ذلك، ويجوز أن يرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذا موكب جبريل، وقال ابن التين: الأحسن أن يكون مجرورا على أنه بدل من لفظ "غبار". وقال الكرماني: ويروى: وموكب جبريل، بالواو، والموكب نوع من السير، ويقال للقوم: الركوب على الإبل للزينة موكب، وكذلك جماعة الفرسان، وقال ابن الأثير: الموكب: جماعة من ركاب يسيرون برفق، وهم أيضا القوم الركوب للزينة والتنزه، وذكره في باب "وكب" فدل على أن الميم زائدة، وكذلك ذكره الجوهري في باب وكب.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية