الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3085 مارج خالص من النار مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعض ، " مريج " ملتبس ، مرج أمر الناس اختلط مرج البحرين مرجت دابتك تركتها

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار بقوله مارج إلى ما في قوله تعالى : وخلق الجان من مارج من نار ثم فسره بقوله : خالص من النار ، وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : وخلق الجان من مارج من نار ما من خالص النار ، ومن طريق الضحاك ، عن ابن عباس قال : خلقت الجن من مارج من نار ، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مرج الأمير رعيته " يعني : تركهم حتى يظلم بعضهم بعضا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مريج " أشار به إلى ما في قوله تعالى : في أمر مريج وفسره بقوله ملتبس ، ومنه قولهم مرج أمر الناس بكسر الراء : إذا اختلط .

                                                                                                                                                                                  وأما مرج بالفتح ، فمعناه : ترك وخلى ، ومنه قوله تعالى : مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان أي خلاهما لا يلتبس أحدهما بالآخر ، وفي تفسير النسفي : مرج البحرين ، يعني : أرسل البحرين العذب والملح متجاورين يلتقيان ، لا فصل بين الماءين في مرأى العين ، بينهما برزخ حاجز وحائل من قدرة الله تعالى وحكمته لا يبغيان لا يتجاوزان حديهما ، ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة ، ولا يختلطان ، ولا يتغيران ، وقال قتادة : لا يطغيان على الناس بالغرق ، وقال الحسن : مرج البحرين يعني : بحر الروم وبحر الهند ، وقال قتادة : بحر فارس والروم ، " بينهما برزخ " وهي الجزائر . وقال مجاهد والضحاك : يعني بحر السماء ، وبحر الأرض ، يلتقيان كل عام .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مرجت دابتك " بفتح الراء معناه : تركتها ، وفي الصحاح : مرجت الدابة أمرجها بالضم مرجا ، إذا أرسلتها ترعى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية