الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3115 93 - حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ، فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسين ، مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق من أهل واسط ، وروى البخاري عنه في مواضع ، وروى عن محمد بن عبد الله عنه في الحدود قال : مات سنة إحدى وعشرين أو عشرين ومائتين ، وقال ابن سعد : مات بواسط .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : هو من الأفراد وروى عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه كيسان ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                  وقال المزي في الأطراف : حديث التثاؤب من الشيطان ، ثم علم علامة البخاري حرف " خ " ، ثم قال في صفة إبليس عن عاصم بن علي عنه به ، ثم علم علامة النسائي " س " ، ثم قال في اليوم والليلة ، عن أحمد بن حرب إلى آخره ، ثم قال : ورواه غير واحد عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وسيأتي ، ثم قال بعد ذلك لما وعده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن أبي هريرة حديث " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب " خ " في الأدب عن آدم ، وفيه وفي بدء الخلق عن عاصم بن علي " د " في الأدب " ت " في الاستئذان جميعا عن الحسن بن علي " س " في اليوم والليلة عن عمرو بن علي ، ثم قال : قال الترمذي : هذا أصح من حديث ابن عجلان ، يعني عن سعيد ، عن أبي هريرة ، وكذلك رواه القاسم بن يزيد ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " التثاؤب " مصدر من تثاءب يتثاءب ، والاسم الثؤباء . قوله : " من الشيطان " وإنما جعله من الشيطان كراهة له ; لأنه إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه وميله إلى الكسل والنوم ، وأضافه إلى الشيطان ; لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها ، وأراد به التحذير من السبب الذي يتولد منه ، وهو التوسع في المطعم والشبع ، فيثقل عن الطاعات ، ويكسل عن الخيرات . قوله : " فإذا تثاءب " هو فعل ماض من باب تفاعل ، وأصله من الثأب ومادته ثاء مثلثة وهمزة وباء موحدة ، وتثاءب بالمد والتخفيف ، ويروى بالواو تثاوب ، وقيل : لا يقال تثاءب مخففا ، بل تثأب بالتشديد في الهمزة ، وقال الجوهري : لا يقال تثاوب بالواو .

                                                                                                                                                                                  وأما حديث التثاوب فهو النفس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات المختنقة في عضلات الفك ، وهو إنما ينشأ من امتلاء المعدة وثقل البدن ، ويورث الكسل وسوء الفهم والغفلة . قوله : " فليرده " أي ليكظم وليضع يده على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخول فمه وضحكه منه . قوله : " إذا قال ها " كلمة ها حكاية صوت المتثاوب ، فإذا قال ها يعني إذا بالغ في التثاؤب ضحك الشيطان فرحا بذلك ، ولذلك قالوا : لم يتثاءب نبي قط ، وقال الداودي : إن فتح فاه ولم يضمه بصق فيه ، وقال ها ضحك منه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية