الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3175 26 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عبيد الله قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قيل : يا رسول الله ، من أكرم الناس قال : أتقاهم ، فقالوا : ليس عن هذا نسألك قال : فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ، قالوا : ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " خليل الله " ، وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبيد الله بتصغير العبد هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، وسعيد هو المقبري ، يروي عن أبيه كيسان عن أبي هريرة .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا هنا عن صدقة بن الفضل ، وفي مناقب قريش عن محمد بن بشار ، وأخرجه مسلم في المناقب عن محمد بن المثنى ، وزهير بن حرب ، وعبيد الله بن عمر ، وأخرجه النسائي في التفسير عن عمر بن علي .

                                                                                                                                                                                  قوله : أتقاهم " ، يعني أشدهم تقوى ، قال الله تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم قوله : " فيوسف نبي الله " : أي فيوسف نبي الله أشرفهم ; لأن معنى الكرم هنا الشرف ، وذلك من اتقى ربه عز وجل شرف ; لأن التقوى تحمله على أسباب العز ; لأنها تبعده عن الطمع في كثير من المباح فضلا عن غيره ، ومن المآثم ، وما ذاك إلا من أسره هواه ، وادعى القرطبي أنه يخرج من هذا الحديث أن إخوة يوسف ليسوا أنبياء ; إذ لو كانوا كذلك لشاركوه في هذه المنقبة ، وفيه نظر ; لأنه ذكره لكونه أفضلهم لا سيما على من ادعى رسالته .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ابن نبي الله " هو يعقوب بن نبي الله هو إسحاق بن خليل الله هو إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ، قوله : " فعن معادن العرب " : أي أصولهم التي ينسبون إليها ويتفاخرون بها ، وإنما جعلت معادن لما فيها من الاستعدادات المتفاوتة ، فمنها قابلة لفيض الله على مراتب المعدنيات ، ومنها غير قابلة له ، وشبههم بالمعادن ; لأنهم أوعية للعلوم ، كما أن المعادن أوعية للجواهر النفيسة ، وإنما قيد بقوله : " إذا فقهوا " والحال أن كل من أسلم وكان شريفا في الجاهلية فهو خير من الذي لم يكن له الشرف فيها ; لأن المعنى ليس على ذلك ، فإن الوضيع العالم خير من الشريف الجاهل ، والعلم يرفع كل من لم يرفع ، وقوله : " فقهوا " بكسر القاف معناه إذا فهموا وعلموا ، وهو من باب علم يعلم ، أعني بكسر القاف في الماضي ، وبفتحها في المستقبل ، وأما فقه بضم القاف يفقه كذلك فمعناه صار فقيها عالما ، والفقه في العرف خاص بعلم الشريعة ، ويختص بعلم الفروع .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية