الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1482 (وزاد محمد بن بكر، عن ابن جريج، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: بم أهللت يا علي؟ قال: بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأهد، وامكث حراما كما أنت)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي زاد محمد بن بكر البرساني الذي مر ذكره في باب تضييع الصلاة في كتاب المواقيت عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن عطاء، عن جابر، وهذا تعليق وصله الإسماعيلي من طريق محمد بن بشار، وأبو عوانة في (صحيحه) عن عمار كلاهما عن محمد بن بكر به.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: هذا تعليق من ابن جريج، أو داخل تحت الإسناد الأول.

                                                                                                                                                                                  (قلت): إذا كان داخلا في الإسناد الأول لا يكون تعليقا إلا بحسب الصورة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فأهد) بفتح الهمزة; لأنها همزة القطع من الرباعي.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وامكث) أمر من مكث يمكث مكثا إذا لبث، وذلك لأجل سوق الهدي، ومن ساقه لا يحل حتى يتم الحج.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حراما) نصب على الحال، أي: محرما.

                                                                                                                                                                                  قوله: (كما أنت) أي: على ما أنت عليه، وللنحويين في هذا المثال أعاريب:

                                                                                                                                                                                  أحدها: أن ما موصولة، وأنت مبتدأ محذوف خبره.

                                                                                                                                                                                  والثاني: أنها موصولة، وأنت خبر حذف مبتدؤه، أي: كالذي هو أنت.

                                                                                                                                                                                  والثالث: أن ما زائدة ملغاة، والكاف جارة، وأنت ضمير مرفوع أنيب عن المجرور، كما في قولهم: "ما أنا كأنت" والمعنى: كن فيما تستقبل مماثلا لنفسك فيما مضى.

                                                                                                                                                                                  والرابع: أن ما كافة، وأنت مبتدأ حذف خبره، أي: عليه، أو كائن.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: وقالوا: فيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان قارنا؛ إذ وجوب الهدي إنما هو على القارن والمتمتع لا المفرد، وليس متمتعا; لأن لفظ: "امكث" يدل على عدمه.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية