الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1485 (وكره عثمان رضي الله عنه أن يحرم من خراسان أو كرمان)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وهذا التعليق وصله ابن أبي شيبة في (مصنفه) عن عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن أن ابن عامر أحرم من خراسان، فعاب عليه، وغيره، فكرهوه، وروى أحمد بن سيار في (تاريخ مرو) من طريق داود بن أبي هند، قال: لما فتح عبد الله بن عامر خراسان، قال: لأجعلن شكري لله أن أخرج من موضعي هذا محرما، فأحرم من نيسابور، فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع.

                                                                                                                                                                                  (قلت): عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي العبشمي ابن خال عثمان بن عفان، ولد حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتغفل في فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستنابه عثمان على البصرة بعد أبي موسى الأشعري، وولاه بلاد فارس بعد عثمان بن أبي العاص، وعمره إذ ذاك خمس وعشرون سنة، ففتح خراسان كلها، وأطراف فارس، وكرمان، وسجستان، وبلاد غزية، وقتل كسرى في أيامه، وهو يزدجرد، مات في سنة ثمانية وخمسين من الهجرة.

                                                                                                                                                                                  وأما خراسان فإقليم واسع من الغرب المفازة التي بينها وبين بلاد الجبل وجرجان، ومن الجنوب مفازة واصلة بينها وبين فارس وقومس، ومن الشرق نواحي سجستان وبلاد الهند، ومن الشمال بلاد ما وراء النهر وشيء من تركستان، وخراسان يشتمل على كور كثيرة، كل كورة منها نحو إقليم، ولها مدن كثيرة، منها بلخ في وسط خراسان، خرج منها خلق من الأئمة، والعلماء، والصالحين لا يحصون. ومنها جرجان، وطالعان، وطابران، وكشمهين، ونسا، وهراة.

                                                                                                                                                                                  وأما كرمان، فبفتح الكاف، وقيل: بكسرها، وفي (المشترك) هو صقع كبير بين فارس وسجستان، وحدها يتصل بخراسان، ومن بلادها المشهورة زرند، والسيرجان، وهو أكبر مدن كرمان.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية