الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1571 239 - حدثنا علي، سمع أبا بكر بن عياش قال: حدثنا عبد العزيز قال: لقيت أنسا، ح وحدثني إسماعيل بن أبان قال: حدثنا أبو بكر، عن عبد العزيز قال: خرجت إلى منى يوم التروية فلقيت أنسا رضي الله عنه ذاهبا على حمار، فقلت: أين صلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم الظهر، فقال: انظر حيث يصلي أمراؤك فصل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر أورده من رواية أبي بكر بن عياش، الظاهر أنه أورده تأكيدا لطريق إسحاق الأزرق، فإن الترمذي لما أخرج حديث إسحاق، قال: صحيح يستغرب من حديث إسحاق الأزرق، عن الثوري، أراد أن إسحاق تفرد به، ورواه البخاري من طريقين: الأول عن علي هو ابن المديني، قاله الكرماني. وقال بعضهم: والذي يظهر لي أنه ابن المديني.

                                                                                                                                                                                  قلت: أخذه من الكرماني ثم نسبه إلى نفسه، وأبو بكر بن عياش - بفتح العين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، وفي آخره شين معجمة ابن سالم الأسدي الكوفي الحناط - بالنون - المقرئ، قيل: اسمه محمد، وقيل: عبد الله، وقيل: سالم، وقيل غير ذلك، والصحيح أن اسمه كنيته، وعبد العزيز هو ابن رفيع المذكور.

                                                                                                                                                                                  والطريق الثاني عن إسماعيل بن أبان بفتح الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وفي آخره نون، وهو منصرف على الأصح، وقد مر في "باب من قال في الخطبة: أما بعد" وإنما قدم الطريق الأول لتصريحه فيه بالتحديث بين أبي بكر بن عياش وعبد العزيز، والطريق الثاني بالعنعنة.

                                                                                                                                                                                  قوله "ذاهبا" نصب على الحال، وفي رواية الكشميهني "راكبا".

                                                                                                                                                                                  قوله: "هذا اليوم" أي يوم التروية.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فقال" أي أنس لعبد العزيز، انظر قوله: "فصل" أمر يخاطب به أنس لعبد العزيز. وفيه إشارة إلى متابعة أولي الأمر والاحتراز عن مخالفة الجماعة، وكان الأمراء لا ينزلون بالأبطح، وكانوا لا يصلون الظهر والعصر إلا بمنى كما فعله الشارع; فلذلك استحبت الأئمة الأربعة وغيرهم ذلك، وقد مر الكلام فيه مستقصى.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية