الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1574 242 - حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، ومع أبي بكر رضي الله عنه ركعتين، ومع عمر رضي الله عنه ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، فيا ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أخرجه في الباب المذكور عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، إلى آخره، فانظر إلى التفاوت بينهما في المتن والإسناد، ولكن الحاصل واحد.

                                                                                                                                                                                  ورجاله قد ذكروا غير مرة، وسفيان هو الثوري، وإبراهيم هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد بن قيس أخو الأسود رضي الله عنه الكوفي النخعي، مات في الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وعبد الله هو ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله "ثم تفرقت بكم الطرق" يعني اختلفتم في قصر الصلاة وإتمامها، فمنكم من يقصر ومنكم من لا يقصر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فيا ليت حظي من أربع" أي فيا ليت نصيبي الذي يحصل لي من أربع ركعات ركعتان يقبلهما الله تعالى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ركعتان" في كثير من النسخ "ركعتين" وهو على مذهب الفراء، فإنه جوز نصب خبر ليت كاسمه، وأما وجه "ركعتان" بالرفع فهو الأصل؛ لأنه خبر ليت وخبره مرفوع.

                                                                                                                                                                                  وقال الداودي: خشي ابن مسعود أن لا تجزئ الأربع فاعلها، وتبع عثمان؛ كراهة لخلافه وأخبر بما يعتقده.

                                                                                                                                                                                  وقيل: يريد أنه لو صلى أربعا فيا ليتها تقبل كما تقبل الركعتان.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: قالوا: غرضه ليت عثمان رضي الله تعالى عنه صلى ركعتين بدل الأربع كما كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وصاحباه يفعلونه.

                                                                                                                                                                                  وقيل: معناه أنا أتم متابعة لعثمان رضي الله تعالى عنه، وليت الله قبل مني من الأربع ركعتين.

                                                                                                                                                                                  وفيه كراهة مخالفة ما كانوا عليه، وبقية المباحث تقدمت هناك.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية