116 ص: فلم يرد بذلك أنه ليس بمؤمن إيمانا خرج بتركه إياه إلى الكفر، ولكنه أراد به أنه ليس في أعلى مراتب الإيمان، في أشباه لهذا كثيرة يطول الكتاب بذكرها، [ ص: 234 ] فكذلك قوله: لم يرد بذلك أنه ليس بمتوضئ وضوءا لم يخرج به من الحدث، ولكنه أراد أنه ليس بمتوضئ وضوءا كاملا في أسباب الوضوء الذي يوجب الثواب. فلما احتمل هذا الحديث من المعاني ما وصفنا، ولم تكن هناك دلالة يقطع بها لأحد التأويلين على الآخر، وجب أن يجعل معناه موافقا لمعاني حديث " لا وضوء لمن لم يسم" المهاجر .. حتى لا يتضادان، فثبت بذلك أن الوضوء بلا تسمية يخرج به المتوضئ من الحدث إلى الطهارة.