مفعل من [ ص: 205 ] أحكمت الشيء أحكمه إحكاما . فهو محكم إذا أتقنته . فكان في غاية ما ينبغي من الحكمة . ومنه : بناء محكم ، أي ثابت يبعد انهدامه . وذلك كالنصوص والظواهر ; لأنه من البيان في غاية الإحكام والإتقان ( وعكسه ) أي عكس المحكم ( متشابه ) وهو ما لم يتضح معناه . إما ( لاشتراك ) كالعين والقرء ونحوهما من المشتركات أو ( إجمال ) وهو إطلاق اللفظ بدون بيان المراد منه . كالمتواطئ في قوله تعالى ( { ( وما اتضح معناه ) من القرآن فهو ( محكم ) إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ) وعدم تقدير الحق في قوله تعالى ( { وآتوا حقه يوم حصاده } ) ( أو ظهور تشبيه . كصفات الله تعالى ) أي كآيات الصفات وأخبارها . فاشتبه المراد منها على الناس . فلذلك قال قوم بظاهره فشبهوا وجسموا ، وتأول قوم : فحرفوا وعطلوا . وتوسط قوم : فسلموا ، وهم أهل السنة وأئمة السلف الصالح . وقيل : المحكم ما عرف المراد به ، إما بالظهور ، وإما بالتأويل . والمتشابه : ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه ، كقيام الساعة ، وخروج الدجال ، والدابة ، والحروف المقطعة في أوائل السور . وقيل : المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا . والمتشابه : ما احتمل أوجها . وقيل : المحكم ما كان معقول المعنى ، والمتشابه بخلافه ، كأعداد الصلوات واختصاص الصيام برمضان دون شعبان . قاله . وقيل : المحكم ما استقل بنفسه . والمتشابه : ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره . وقيل : المحكم ما تأويله تنزيله . والمتشابه : ما لا يدرى إلا بالتأويل . وقيل : المحكم ما لا تتكرر ألفاظه ، ومقابله المتشابه . وقيل : المحكم الفرائض والوعد والوعيد ، والمتشابه القصص والأمثال . وعن الماوردي عكرمة وغيرهما : أن المحكم الذي يعمل به ، والمتشابه الذي يؤمن به ولا يعمل به وقتادة