( ولا يلزمه ) أي : لا يلزم العامي ( التمذهب بمذهب يأخذ برخصه وعزائمه )  في أشهر الوجهين ، قال الشيخ تقي الدين   [ ص: 627 ] في الأخذ برخصه وعزائمه " طاعة غير النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمره ونهيه    : وهو خلاف الإجماع ، وتوقف أيضا في جوازه ، وقال أيضا : إن خالفه لقوة دليل ، أو زيادة علم ، أو تقوى ، فقد أحسن ، ولم يقدح في عدالته بلا نزاع . 
وقال أيضا : بل يجب في هذه الحال ، وأنه نص  أحمد  ، وكذا قال  القدوري الحنفي    : ما ظنه أقوى : فعليه تقليده فيه ، وله الإفتاء به حاكيا مذهب من قلده ، وذكر ابن هبيرة    : أن من مكائد الشيطان : أن يقيم أوثانا في المعنى تعبد من دون الله ، مثل : أن يتبين الحق ، فيقول : هذا ليس مذهبنا ، تقليدا لمعظم عنده ، قد قدمه على الحق . 
وقال  ابن حزم    : أجمعوا على أنه لا يحل لحاكم ولا لمفت تقليد رجل  ، فلا يحكم ، ولا يفتي إلا بقوله . وقيل : بل يلزمه أن يتمذهب بمذهب ، قال في الرعاية : هذا الأشهر ، فلا يقلد غير أهله ، وقال في مصنفه آداب المفتي : يجتهد في أصح المذاهب فيتبعه وقطع إلكيا  من الشافعية بلزومه ، قال النووي    : هذا كلام الأصحاب ، والذي يقتضيه الدليل : أنه لا يلزمه   ( ولا ) يلزمه أيضا ( أن لا ينتقل من مذهب عمل به ) عند الأكثر ( فيتخير في الصورتين )  وقد تقدم معنى ذلك في كلام الشيخ تقي الدين  وغيره . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					