الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ حيلة في عدم حنث الحالف ]

المثال الثاني والأربعون : إذا استحلف على شيء ، فأحب أن يحلف ولا يحنث ; فالحيلة أن يحرك لسانه بقول : " إن شاء الله " وهل يشترط أن يسمعها نفسه ؟ فقيل : لا بد أن يسمع نفسه ، وقال شيخنا : هذا لا دليل عليه ، بل متى حرك لسانه بذلك كان متكلما ، وإن لم يسمع نفسه ، وهكذا حكم الأقوال الواجبة والقراءة الواجبة ، قلت : وكان بعض السلف يطبق شفتيه ويحرك لسانه بلا إله إلا الله ذاكرا ، وإن لم يسمع نفسه ; فإنه لا حظ للشفتين في حروف هذه الكلمة ، بل كلها حلقية لسانية ; فيمكن الذاكر أن يحرك لسانه بها ولا يسمع نفسه ولا أحدا من الناس ، ولا تراه العين يتكلم ، وهكذا التكلم يقول : " إن شاء الله " يمكن مع إطباق الفم ; فلا يسمعه أحد ولا يراه ، وإن أطبق أسنانه وفتح شفتيه أدنى شيء سمعته أذناه بجملته .

التالي السابق


الخدمات العلمية