الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ ص: 284 ] حيلة في تأجيل الدين على المعسر ]

المثال الرابع والثلاثون : إذا كان عليه دين فأعسر به فادعى عليه به ، فإن أنكره كان كاذبا ، وإن أقر له به ألزمه إياه ، وإن جحده أقام به البينة ، فإن ادعى الإعسار بعد ذلك فإن المدعي قد ظهر للحاكم كذبه في جحده الحق فهكذا هو كاذب في دعوى الإعسار ; فالحيلة في تخليصه أن يقول : لا يلزمني توفية ما يدعيه علي ولا أداؤه ، فإن طالبه الحاكم بجواب يطابق السؤال فله أن يوري كما تقدم ، ويحلف على ذلك ، فإن خشي من إقامة البينة فهنا تعز عليه الحيلة ، ولم يبق له إلا تحليف المدعي أنه لا يعلم عجزه عن الوفاء أو إقامة البينة بأنه عاجز عن الوفاء ، فإن حلف المدعي ولم تقم له بينة بالعجز لم يبق له حيلة غير الصبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية