[ ص: 144 ] فصل وأما اختلاف الرواية عن  أحمد بن حنبل   وأبي حنيفة   رحمهما الله تعالى فليس هو من باب القولين ، لأن القولين نقطع أن  الشافعي  ذكرهما بالنص عليهما ، بخلاف الروايتين فإن الاختلاف جاء من جهة الناقل ، لا من جهة المنقول عنه ، لأن  أبا حنيفة    - رحمه الله - لم يدون قال أبو بكر البلعمي  في الغرر " : الاختلاف في الرواية عن  أبي حنيفة   من وجوه : ( منها ) : الغلط في السماع ، كأن يجيب بحرف النفي إذا سئل عن حادثة يقول : لا يجوز ، فيشتبه على الراوي فينقل ما سمع و ( منها ) : أن يكون  لأبي حنيفة  قول قد رجع عنه يعلم بعض من يختلف إليه رجوعه عنه ، فيروي القول الثاني والآخر لم يعلمه فيروي القول الأول و ( منها ) : أن يكون قال  أبو حنيفة  الثاني على وجه القياس ، ثم قال ذلك على وجه الاستحسان ، فيسمع كل واحد منه أحد القولين فينقل كما سمع و ( منها ) : أن يكون الجواب في المسألة من وجهين : من جهة الحكم ، ومن جهة البراءة للاحتياط ، فيذكر الجواب من جهة الحكم في موضع ، ومن جهة الاحتياط في موضع آخر ، فينقل كما سمع قال : وأما الفرق بين القولين والروايتين  ، فهو أن الاختلاف في الرواية وقع من جهة الناقل دون المنقول عنه ،  فأبو حنيفة  حصل على قول واحد ، وأما إطلاق القولين وتعلق الحكم بأحد الأمرين من غير ترجيح أحدهما فعجب انتهى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					