الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 268 ] وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله : (الكلم) جمع: (كلمة) ، و (الكلام) : ما استقل برأسه; وهو الجمل المركبة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني : من شدد; فهو الأصل، ومن خفف; فأصله التشديد فخففه بحذف الياء، ومثله في الحذف: (أثفية، وأثاف) ، وزعم الأخفش أن قولهم: (أثاف) لم يسمع إلا بالتخفيف، وقال الكسائي: قد سمع بالتثقيل.

                                                                                                                                                                                                                                      وارتفاع قوله: {أميون} عند سيبويه بالابتداء، وفي {ومنهم} عنده ضمير لقوله: {أميون} ، وموضع {ومنهم} رفع; لوقوعه موقع خبر الابتداء.

                                                                                                                                                                                                                                      وارتفاعه عند الأخفش بالظرف الذي هو {منهم} ، ولا ضمير في {منهم} ، ولا موضع له، ووجه الرفع بالظرف عنده: أن هذه الظروف تجري مجرى الفعل في مواضع، وذلك أنها تحتمل الضمير، كما تحتمل الفعل وما قام مقامه من اسم [ ص: 269 ] الفاعل، وما شبه به، وتؤكد ما فيها كما تؤكد ما في الفعل، وما قام مقامه; نحو: (مررت بقوم لك أجمعون) ، وتنتصب عنها الحال، وتوصل بها الأسماء الموصولة كما توصل بالفعل والفاعل، فيصير فيها ضمير الموصول كما يصير ضميره في الفعل، وتوصف بها النكرة، فأجراها مبتدأة مجرى الفعل، كما قامت في هذه المواضع مقامه.

                                                                                                                                                                                                                                      فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم : ارتفاعه بالابتداء، وانتصابه في الكلام جائز، على معنى: (ألزمهم الله ويلا) ، ولم يأت من (ويل) فعل، وكذلك (ويح) ، و (ويس) ، و (ويب) ، وهذا دليل على أن الفعل مشتق من المصدر.

                                                                                                                                                                                                                                      بلى من كسب سيئة : {بلى} بمنزلة (نعم) ، إلا أن (بلى) تكون جوابا [لنفي تقدم، و (نعم) تكون جوابا] لإيجاب تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 270 ] وأحاطت به خطيئته : من جمع; فمعناه الكبائر الموبقة، [ و (السيئة) في قوله: بلى من كسب سيئة : الشرك]، ومن أفرد; فلأن (الخطيئة) أضيفت إلى ضمير مفرد، فحسن إفراد المضاف إليه، والمراد: الكثرة، ومثله: وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية